الجمعة، 6 أبريل 2012

إعادة تشخيص جريمة قتل أستاذ بالرشيدية: تدخل لفك اشتباك فتعرض لطعنة قاتلة


أشرفت مصالح الشرطة القضائية بإقليم الرشيدية، مساء الاثنين الماضي، على عملية إعادة تشخيص جريمة قتل راح ضحيتها سعيد الشهبي (أستاذ بالمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية، 56 سنة، متزوج، أب لثلاثة أطفال)، يوم 13 فبراير الماضي، بتجزئة الفلاحة، خلف أحد أكبر الفنادق المصنفة بالمدينة. أمام مئات المواطنين الذين احتشدوا لمعاينة إعادة تشخيص هذه الجريمة التي اهتز لها الرأي العام، والتي جعلت المواطنين يشعرون بغياب الأمن والخوف على أرواحهم وذويهم وممتلكاتهم، أعاد المتهم الرئيسي، اسماعيل ح. (21 سنة، عامل بناء، أعزب، لا سوابق له)، رفقة شريكيه عبد النبي م. (24 سنة، عامل بناء، أعزب، ذو سوابق) ومحمد ش. (22 سنة، أعزب، عامل بناء، لا سوابق له) (أعاد) سيناريو الواقعة، الذي ابتدأ، حوالي التاسعة مساء، بالتحاقه بصديقيه للسكر معهما بجنان الشريفة، خلف أحد أكبر الفنادق بالمدينة، بعدما اقتنى قنينتي خمر. وبينما هم يتناولون مشروبهم، مر بالقرب منهم شابان رفقة صديقتيهما، فقام المتهم وصديقاه باعتراض سبيلهم. وكان، لحظتها، الأستاذ الضحية مارا بالمكان نفسه، عائدا من الحمام، إلى بيته، الواقع بالقرب من موقع الجريمة، فتدخل لنهي المعتدين عما يفعلونه، فهدده أحدهم بالقتل، إن لم ينسحب، ويتركهم وشأنهم. فانسحب فعلا، غير أنه، حسب المتهمين، لما ابتعد، نادى على من هدده بالقتل للحاق به، «إن كان شجاعا»، فاستجاب المتهم لذلك، فاشتبك وإياه بالأيدي حتى وقعا أرضا، فلحق به شريكاه، وفي هذه الأثناء، استل المتهم سكينا كان يحملها معه، وطعن بها الضحية تسع طعنات على الفخذ، كما أحدث له رضة على الجبهة... وانسحب الثلاثة، تاركين الضحية ينزف دما، بعد أن احتج الشريكان على صديقهما الذي طعن الضحية رغم أن الأمر، حسبهما، لم يكن يستدعي استعمال السلاح الأبيض. وخوفا من انكشاف أمرهم، عاد المتهم الرئيسي إلى مراكش، التي كان وصل منها في اليوم نفسه، لاصطحاب صديقيه للعمل معه، في أحد أوراش البناء، أما الآخران فاختفيا عن الأنظار بالمدينة نفسها. ووجدت الضابطة القضائية صعوبة في الوصول إلى الجناة، والسبب، حسب أحد عناصرها، هو عدم تقديم الشباب الذين اعترض الجناة سبيلهم لشكاية في الموضوع، وعدم تعاون المواطنين، وكتمهم شهاداتهم، غير أن معلومات قدمها أحد السكارى الذين يترددون على المكان، مسرح الجريمة، كانت حاسمة في الوصول إليهم. ومن المنتظر أن يحال المشتبه فيهم على النيابة العامة لدى استئنافية الرشيدية، من أجل الضرب والجرح المفضي إلى الموت، بالنسبة إلى اسماعيل ح. ومن أجل المشاركة بالنسبة إلى صديقيه. كما ينتظر أن يحال الشابان اللذان كانا رفقة الفتاتين، وكانا سبب وقوع هذه الجريمة من أجل «التغرير بقاصر»، لأن صديقتيهما مازالتا تلميذتين عمرهما أقل من 16 سنة، تدرسان بالتعليم الابتدائي...

علي بنساعود / الصباح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة