الخميس، 30 أغسطس 2012

بيان جهوي رقم 3 ( طنجة-تطوان) للنقابات الأربع الأكثر تمثيلية تفتتح من خلاله برنامجها النضالي بوقفة احتجاجية يوم 5 شتنبر 2012 أمام الأكاديمية الجهوية.



               

بيــــــــان رقم :
3
   
      أمام استمرار تجاهل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة - تطوان للمطالب التي تقدمت بها النقابات الأربع في بياناتها ومراسلاتها، وعدم تحمل مسؤولياتها في فتح حوار جاد وجدي للتداول في الانعكاسات السلبية التي خلفها تدبير حركية الموارد البشرية بمختلف أصنافها وفئاتها، والتسرع والارتجال اللذان صاحبا مختلف العمليات، واستفراد الأكاديمية الجهوية في تدبير الشأن التربوي التعليمي، والتهرب من الالتزامات الموقعة في المحاضر المشتركة، وعدم تفعيل اللجان الموضوعاتية، وعدم إشراك النقابات التعليمية في إعداد البنيات التوقعية التي تحدد الفائض والخصاص بالمؤسسات التعليمية، وعدم عقد اجتماعات اللجنة التقنية لتحديد المناصب الشاغرة بالنيابات الإقليمية كما نصت عليها المراسلة الوزارية ذات الصلة، وما ترتب عنه من ارتباك في تعيين الخريجين الجدد وتحديد الحصيص في كل نيابة، مما جعل الحركات الانتقالية الجهوية والإقليمية بنتائجها الهزيلة والصورية، لا تستجيب لطموحات الشغيلة التعليمية، فإن النقابات التعليمية الجهوية الأربع الموقعة أسفله، تؤكد على مايلي :
جدي1
1-   تسجل بمرارة تجاهل سلطات التربية والتكوين سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو الإقليمي للبيانات والمراسلات التي أصدرتها النقابات الأربع، وتطالب بفتح حوار جاد ومسؤول لمعالجة الاختلالات التي عرفها ويعرفها تدبير الشأن التربوي على المستوى الجهوي لتوفير الشروط الموضوعية والتربوية ضمانا لنجاح الدخول المدرسي .
2-   تحتج بقوة على الاستمرار في التدبير الأحادي الإنفرادي لجميع العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي وتدبير الشأن التربوي بالجهة .
3-   تحمل مسؤولية الاحتقان الذي تعرفه الساحة التعليمية بالجهة وما قد ينتج عنه من انعكاسات سلبية على الموسم الدراسي  لمدير الأكاديمية الجهوية  .
4-   تفتتح برنامجها النضالي بتنظيم وقفة احتجاجية للمكاتب النقابية الإقليمية والجهوية يوم الأربعاء 5 شتنبر 2012 من الساعة 11:30 إلى 12:30 أمام مقر الأكاديمية الجهوية بتطوان .
5-   تعلن عن استمرار الأجهزة النقابية الإقليمية في مقاطعة جميع العمليات المرتبطة بالدخول المدرسي، وتدعو نساء ورجال التعليم إلى التعبئة والانخراط في إنجاح البرنامج النضالي الذي سيتم الإعلان عنه لاحقا.

تطوان في : 30 شتنبر 2012


 لتحميل البيان رقم 3 موقع اضغط على الصورة أسفله










محمد سعيد الطريشن
لجنة الإعلام و التواصل
الجامعة الوطنية للتعليم تطوان 
الاتحاد المغربي للشغل U M T
Derssa25@hotmail.com
0613078969
0633546401

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

أبرز عناوين الصحف المغربية ليوم 28 غشت 2012


في ما يلي عرض لأبرز العناوين التي تصدرت صفحات الجرائد المغربية الصادرة اليوم الثلاثاء ..

* رسالة الأمة:
- بعد "حرب الولائم".. الصراع حول الأمانة العامة لحزب الاستقلال ينتقل إلى حفل زفاف نجلة أحد قياديي حزب الاستقلال بمدينة القنيطرة٬ حيث أقدمت الأوركسترا التي أحيت الحفل على ترديد اسم حميد شباط أكثر من مرة٬ وهو الأمر الذي لم يرق غريمه عبد الواحد الفاسي-الذي كان حاضرا خلال الحفل- مما جعله يغادر بعدما اعتبر نفسه مستهدفا٬ مما حذا بعبد الله الوارتي إلى التدخل منبها رئيس الأوركسترا إلى أن العرس هو مناسبة لعقد قران ابنته وليس فرصة للصراع الانتخابي.

* الخبر:
- ملف على مكتب الشرقي أضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية يكشف تورط أسماء وازنة في السكن العشوائي.
- مصطفى الرميد وزير العدل والحريات يجري قرعة لتعيين قضاة بقنصليات وسفارات المملكة بالخارج٬ للقيام بمهام التوثيق٬ ومصادر تفيد بأن وزارة العدل والحريات ستجري هذه القرعة يوم 6 شتنبر المقبل.
- حلبة الصراع بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي٬ المتنافسين على منصب الأمين العام لحزب الاستقلال٬ تنتقل إلى قاعات الأفراح والجنائز لحشد التأييد٬ وذلك على بعد أيام من موعد انتخاب أمين عام جديد لحزب الميزان.

* الاتحاد الاشتراكي:
- فشل الانفصاليين في استغلال زيارة وفد مؤسسة كينيدي للمغرب٬ وردود أفعال متباينة للأحزاب٬ وفتح الله ولعلو٬ نائب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي يقول "المغرب بلد منفتح لكن يجب أن نكون حذرين حتى لا يتم استغلال الحرية ضد مصالح الوطن"٬ ونبيلة منيب٬ الأمينة العامة لليسار الاشتراكي الموحد٬ تقول إن "المغرب لا يجب أن يهتم بمثل هذه الزيارات العادية بقدر ما يجب عليه الاهتمام بالمقترح المغربي الذي يرمي إلى حل سياسي متوافق عليه"٬ ومصطفى الخلفي٬ وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ يقول إن "المطلوب والواجب أن تنظر هذه الجمعيات بموضوعية للوضع في الأقاليم الجنوبية وكذا مراجعة أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف".

* التجديد:
- سكان مدن الرباط وسلا وتمارة يشتكون من تغير طعم ولون مياه الشرب ويتخوفون من التداعيات الصحية المصاحبة لهذه الظاهرة٬ والمسؤولون يؤكدون أنه ليس لهذا الأمر تداعيات على الصحة٬ وأن الجفاف وتكاثر الطحالب هما السبب٬ وأن شركة (ريضال) تعالجه بالكاربون المكثف.

* الصحراء المغربية:
- 2000 خبرة بالدار البيضاء تصنف 300 دار بالمدينة القديمة في خانة الخطر٬ والسلطات توفر 200 شقة لقاطني الدور الآيلة للسقوط و350 أخرى ستكون جاهزة أواخر 2012.

* الأحداث المغربية:
- الحكومة تتدارس استراتيجية جديدة لتصحيح اختلالات الرياضة المغربية بعد النتائج السلبية التي حصدها الوفد المغربي إلى أولمبياد لندن٬ ومصدر من الأغلبية الحكومية يقول إنه "ينتظر أن تمر الحكومة مطلع الدخول السياسي المقبل إلى العمل طويل الأمد بتسطير استراتيجية رياضية جديدة تمتثل لشروط الحكامة الجيدة كما فصلها الدستور الجديد".

* الصباح:
- الهيئة العليا للسمعي البصري تواجه مأزقا أخلاقيا ودستوريا٬ ومصادر مطلعة تقول إن "إرجاع دفاتر التحملات إلى "الهاكا" شابته اختلالات قانونية في مساطرها لأن العملية تمت بتعليمات عليا في وقت كان من اللازم إحالة دفاتر التحملات على الهيئة بموجب قرار يكتسي مشروعية قانونية ودستورية" والمعارضة تتصدى لقرار الحكومة إرجاع دفاتر التحملات إلى الهيئة وتعتبره فاقدا للشرعية.
- قضية خالد عليوة تفجر المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي٬ حيث أثار التردد الذي طبع موقف حزب الوردة حيال القضية خلافات كثيرة داخل قيادة الحزب بين من اعتبر أن عليوة لم تعد تربطه علاقة بالحزب٬ وهو موقف عبد الهادي خيرات وبين من يبحث لحزب عن مخرج للدفاع عن اعتقال القيادي السابق بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي٬ وهو التوجه الذي يقوده علنا إدريس لشكر ومحمد الأشعري بينما يتخوف قياديون آخرون من تورط الاتحاد في ملف عليوة.

* المساء:
- فرار هوليودي ل 13 مختلا عقليا من مستشفى الأمراض العقلية بالدار البيضاء مستغلين مناسبة عيد الفطر التي تشهد خلو المستشفى من الأطر الطبية٬ بعد أن عمدوا إلى تكبيل ممرضات قبل أن ينتزعوا منهن المفاتيح ويلوذوا بالفرار٬ ومصدر رسمي من المركز الاجتماعي للطب النفسي يقول إن "مصالح المركز تمكنت من استعادت 11 مريضا من الفارين٬ ولم تسجل أي تبعات خطيرة حول هذه القضية".
- عزيز رباح٬ وزير التجهيز والنقل٬ يقود منذ أسابيع حركة تطهير صامتة ويجري أكبر حركة انتقالية٬ ووفق معلومات مؤكدة فإن الحملة لتطهيرية طالت مدراء جهويين ورؤساء مصالح في مديريات التجهيز والنقل بعدما ثبت تورطهم في ملفات يشتم منها رائحة الفساد٬ حيث اتخذت الإجراءات التأديبية في هذا السياق شكل تنقيلات وتوقيفات وتوجيه رسائل تحذيرية وإبداء ملاحظات.
- وزارة الشباب والرياضة تتجه إلى فصل البطل الأولمبي والعالمي هشام الكروج من وظيفته بالوزارة٬ بعدما لم يرد الكروج على ثلاث مراسلات وجهتها له تطالبه بأن يضع برنامجا لعمله توافق عليه الوزارة حتى لا يظل موظفا شبحا٬ حيث يتقاضى 8000 درهم شهريا دون أن يزاول عملا٬ والوزير محمد أوزين يرفض منح الكروج مبلغ 300 مليون سنتيم مقابل تنظيمه لملتقى مولاي الحسن بطنجة.

* العلم:
- العاصمة تعيش على إيقاع الفوضى ومجلس المدينة يعجز عن جمع أعضائه ويفشل في عقد اجتماع آخر من اجتماعاته.

* النهار المغربية:
- فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط يهرب من احتجاجات العشرات من المواطنين مساء أمس أمام المجلس البلدي للمدينة على تلوث مياه الشرب٬ وعدي بوعرفة المستشار عن الحزب الاشتراكي بمجس المدينة يطالب وزير الداخلية بفتح تحقيق وحل مجلس المدينة.
- المندوبية السامية للتخطيط تؤكد في مذكرة إخبارية حول نتائج بحث الظرفية لدى الأسر المتعلقة بالفصل الثاني من سنة 2012 توقع جل الأسر المغربية تدهور مستوى معيشتها خلال الفصل الثاني من السنة الجارية وارتفاع عدد العاطلين في صفوف أبنائها٬ وتعبر عن تدهور وضعيتها المالية واللجوء إلى القروض.
- سعيد أمسكان٬ الأمين العام المفوض لحزب الحركة الشعبية٬ يعتبر أن البرلمان يعيش على معارضات وخرجات حزب العدالة والتنمية ضد وزير الداخلية محند العنصر٬ مشددا على أنها منافية لميثاق الأغلبية الذي يؤكد على ضرورة التنسيق والانسجام بين الأحزاب المشكلة للحكومة بهدف التجاوب لما يخدم المصلحة العامة للبلاد.

* أوجوردوي لوماروك:
- ارتفاع أسعار الدواجن يثير قلق المستهلكين٬ حيث وصلت أسعار لحوم الدجاج إلى 23 درهما للكيلوغرام بسبب ارتفاع درجات الحرارة والزيادة في أسعار المواد الأولية. المهنيون من جهتهم وضعوا لائحة بالتدابير الواجب اتخاذها من قبل السلطات من أجل تخفيف وطأة هذه الظرفية٬ خصوصا التجميد المؤقت لاستخلاص واجبات الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة على الاستيراد المطبقة على كافة المواد الأولية التي تدخل في تصنيع الأعلاف.
- أربعة أحزاب من اليسار تبحث إنشاء تحالف جديد٬ ويتعلق الأمر بالحزب العمالي والحزب الاشتراكي وحزب اليسار الأخضر وجبهة القوى الديموقراطية. وكبداية٬ قررت هذه التشكيلات الحزبية المشاركة سويا في الجامعة الصيفية للشباب بالجديدة. إلى ذلك٬ سيتم عقد لقاء بين الأمناء العامين للأحزاب المذكورة يوم 31 غشت٬ حسب ما أكده الأمين العام للحزب العمالي عبد الكريم بنعتيق.

* لوبنيون:
- بعد الإشاعات المتعلقة بنفاذ محتمل لمخزون القمح٬ وزارة الفلاحة والصيد البحري تفتح تحقيقا من أجل تعقب المضاربات. وفي انتظار نتائج هذا التحقيق٬ فإن السلطات اختارت الإبقاء على تدابير الحماية في ما يتعلق بصادرات الحبوب٬ في انتظار أن يستنفذ المنتجون المغاربة منتوجهم من المحاصيل. وعلى العموم٬ فإنه يبقى من غير المقبول أن تثير شائعات بسيطة كل هذا اللغط في سوق منظمة٬ يحكم القانون أنشطتها في التسويق والتخزين والتصدير والاستيراد والتحويل الصناعي. هذا يعني أن طريقة تواصل الوزارة الوصية ضعيفة أو سيئة٬ أو أن هذه الفئة من المضاربين تمتلك قدرة كبيرة على المناورة.

* ليكونوميست:
- مقالع الرمال: الناهبون تحت المجهر. تكعف وزارة التجهيز والنقل٬ بتشاور مع الفاعلين في القطاع الخاص٬ على مشروع لإصلاح القانون المتعلق بالمقالع٬ ويتعلق الأمر بنص جديد سيطبق على جميع أصناف المقالع٬ ولهذا الغرض تم تحديد الخميس المقبل كموعد لعقد اجتماع بهذا الخصوص من أجل وضع اللمسات الأخيرة على هذا المشروع. ومن أبرز ما جاء به النص الجديد٬ الذي يتعين عرضه شهر شتنبر المقبل على الأمانة العامة للحكومة٬ تحرير الاستغلال٬ وتجريم المخالفات٬ وتشديد عمليات المراقبة.

* البيان:
- تراجع مؤشر الثقة لدى الأسر المغربية خلال الفصل الثاني حسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط : لقد أضحت الأسر أقل تفاءلا بالنسبة لمستوى معيشتهم٬ إذ قارب مؤشر ثقة المستهلك أدنى مستوياته. وبحسب نتائج التحقيق الفصلي للمندوبية فإن غالبية الأسر تخشى تدهور وضعيتهم المالية٬ وتبقى أقل ثقة في معظم مكونات مؤشر ثقة المستهلك (الوضعية المالية والشغل والادخار والاستهلاك ...)٬ وبالنسبة للربع الثاني من سنة 2012٬ عبر الكثيرون عن تشاؤمهم بشأن مستقبل سوق الشغل ويتوقعون تدهور قدرتهم الشرائية٬ ويفضلون الادخار بدل التبضع.

* لوماتان الصحراء والمغرب العربي:
- الغرامات والمراقبة تؤتي ثمارها: ارتفاع تاريخي في الإيرادات الجمركية خلال في عام 2011 رغم إلغاء الحواجز الجمركية بشكل عام. فعلى الرغم من تعدد اتفاقيات التجارة الحرة٬ واصلت الموارد الجمركية منحاها التصاعدي بعد تراجع طفيف سنة 2009. وقد سجلت المداخيل الجمركية في إطار الموارد الضريبية أعلى مستوى لها سنة 2011. ارتفاع وصف بالتاريخي بعد أن بلغ 42,7 في المائة٬ ونتيجة بلغت أزيد من 5 مليار درهم مقارنة بسنة 2010 (78,7 مليار درهم سنة 2011 مقابل 73,6 مليار درهم سنة 2010).

* ليبيراسيون:
- أرقام صلاح الدين مزوار ليست مزورة في نهاية المطاف: حكومة بن كيران تطمئن صندوق النقد الدولي من خلال التصريح الأخير للوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية إدريس الأزمي الإدريسي الذي فند فيها ما جاء على لسان رئيس الحكومة أمام مجلس النواب بشأن إرث فريقه لقانون مالية خاطئ٬ نفي بعد آخر يزيد من تكريس تناقضات السلطة التنفيذية.

و م ع / مغارب كم

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

ممرضون غاضبون من الوردي ويصفون بعض قراراته بـ"المزاجية"


ممرضون غاضبون من الوردي ويصفون بعض قراراته بـ"المزاجية"
أغضب وزير الصحة، الحسين الوردي، الممرضين العاملين بالقطاع العام بعد علمهم بقرب إعلان وزير الصحة إحالة مشروع قانون على الأمانة العامة للحكومة يهدف إلى تغيير وتتميم المرسوم رقم 2-06-620 الصادر في 13 أبريل 2007 في شأن النظام الأساسي الخاص بهيئة الممرضين بوزارة الصحة، حيث وصف بعض الممرضين مبادرة الوزير الوردي بـ"المزاجية".
استياء حملة الوزرة البيضاء مرده "كون التعديلات التي وردت في مشروع القانون السالف الذكر تخول لخريجي معاهد التكوين المهني التي تقدم دبلوم التمريض في القطاع الخاص بولوج الوظيفة العمومية في غياب أي مراقبة من طرف الوزارة الوصية.. "ـ حسب الممرضين ـ و"ذلك ضمانا لحد أدنى من جودة التكوين والأهلية لتقديم العلاجات وفق معايير قانونية وأخلاقية واضحة فيما يخص معادلة شهادات القطاع الخاص بدبلوم الدولة في التمريض، وذلك في ظل عدم وجود هيئة وطنية للممرضين تعنى بضبط ممارسة مهنة التمريض في القطاعين العام والخاص على حد سواء.."، وفق ما ذكره أنس البقالي ممرض في التخدير والإنعاش.
ذات الممرض وصف مشروع الوردي بـ"المشؤوم" مشبها إياه بوعد "بلفور العنصري"، "لأنه يضرب عرض الحائط نضالات الممرضين دفاعا عن حقوقهم العادلة"، وهو علاوة على ذلك ـ يضيف أنس البقالي ـ "يروم جعل مهنة التمريض خاضعة لمنطق التعليمات في ممارستها وليس تخويل الممرض الدور المنوط به كفاعل محوري في تنزيل مختلف البرامج الصحية والنهوض بجودة العلاجات، وضمان حق المواطن في الصحة بما يتماشى ومنطق الدستور الجديد..".
وأكد البقالي أن التعديلات المقترحة إذا ما صودق عليها "ستجعل من صحة المواطن سلعة للبيع، حيث ستفتح أبواب خوصصة قطاع الصحة على مصراعيها ـ أمام لوبيات المال والنفوذ السلطوي الذين همهم الوحيد مراكمة الثروة ولو على حساب صحة المواطن البسيط..." يورد الممرض ذاته.

المغرب .. مصادرة الأراضي من مالكيها من أجل "المصلحة العامة"

المغرب .. مصادرة الأراضي من مالكيها من أجل "المصلحة العامة"

تضيع أصواتهم بين ردهات المحاكم، ينتظرون ضوءا في نفق طال آخره، يحق لهم أن يصرخوا ما شاءوا ومتى شاءوا إلا أن ’المصلحة العامة‘ هي التي شاءت وقضت أن يُفقروا ويُشردوا. كانوا يملكون أرضا فجردوا منها أو من جزء منها في أحسن الحالات؛ هؤلاء هم ’ضحايا‘ ظاهرة نزع الملكية التي تفاقمت في العقدين الأخيرين مع انطلاق ما يسمى سياسة ’الأوراش الكبرى‘ في العهد الجديد. "الوضع قابل للانفجار إذا لم يتدارك المسؤولون الأمر".
قنبلة موقوتة
"ملكية الأرض قنبلة موقوتة مسكوت عنها، يجثم فوقها المغرب بتابوهاته ومشاكله المتفاقمة"، هكذا وصف الباحث المغربي أحمد عصيد مشكلة ملكية الأراضي في المغرب وهو يستعير نتائج بحث أكاديمي لأحد الباحثين في علماء الاجتماع. وما يهيئ الظروف المواتية لانفجار القنبلة هو العسف الذي يطال "ملاك" أراض توارثوا ملكيتها عبر الأجيال، إلا أنهم يواجهون في الوقت الراهن بواقع نزع ملكيتهم لها بحجة المنفعة العامة مقابل تعويضات لا تسمن ولا تغني ولا تسمن من جوع.
لا تكاد تخلو منطقة أو جهة مغربية من مشاكل ملكية الأرض ونزعها من أصحابها، كما أضحت مظاهر احتجاجات المتضررين من الصور المألوفة في المشهد اليومي المغربي، وهذا ما يؤكده إذاعة هولندا العالمية أحمد بويوزان وهو صحافي ميداني أنجز مؤخرا تحقيقا لإذاعة كاب راديو الخاصة حول إشكالية نزع الملكية:
"كل أسبوع تقوم جمعيات بالاحتجاج أمام عمالة المضيق – الفنيدق (تطوان) احتجاجا على قرار نزع الملكية، وتؤكد هذه الجمعيات أن المواطنين سيتشردون لأن أراضيهم هي المورد الوحيد لرزقهم وعيشهم (...) والاحتجاجات ما تزال مستمرة إلى اليوم خاصة وأن الملك متواجد في المنطقة منذ فترة ما بعد العيد، ويحاول المواطنون إسماع صوتهم للملك وأحيانا يُمنعون بطريقة أو بأخرى من الخروج للطريق الرئيسية التي يمر منها الملك".
"نزع الهوية"
"نزع الملكية تساوي نزع الهوية". "يا رئيس الحكومة هذا خطاب المظلومة". "بالروح بالدم نفديك يا زمزم"، هذا نموذج من الشعارات التي رفعها فلاحون يحتجون على ما لحق بهم من عسف وظلم، بحسب ما سجلته إذاعة كاب راديو في برنامج "تحقيق". وزمزم هو اسم لجماعة سكنية (المضيق – تطوان) انتزعت أراضيها (300 هكتار) لإقامة مشاريع سياحية. ويوضح السيد بويوزان أن الفلاحين المتضررين مستعدون للدفاع عن أراضيهم مهما كان الثمن:
"الناس مستعدون للموت في سبيل أرضهم، وهذا ما أكدوه لنا خلال إنجاز التحقيق المذكور، وأنهم مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس من أجل استرجاع أراضيهم، بل أكثر من ذلك هناك مجموعة من السكان أسسوا جمعيات للدفاع عن أراضيهم وهم يرفضون كل أشكال التعويضات الممنوحة لهم".
مصلحة عامة؟
نزع الملكية الخاصة في سبيل المصلحة العامة إجراء متبع في كل البلدان، وهذا ما لا يعترض عليه المتضررون من الناحية المبدئية. لكن اعتراضاتهم تتحدد أساسا في الطريقة التي يطبعها "التدليس" والتحايل وعدم الإخبار لاسيما أن معظم الفلاحين "أميون" لا يطلعون مسبقا على قرارات نزع أراضيهم عندما يتم نشرها في الجريدة الرسمية، كما أن كثيرا منهم يضيعون في متاهات المحاكم لإثبات "حقهم" في الأرض قبل المطالبة بـ حقهم" في التعويضات حتى ولو كانت هزيلة. وعلى سبيل المثال يذكر الصحافي بويوزان أن من يقبل التعويض يحصل على مبلغ 300 درهم (30 يورو) للمتر الواحد في حين أن ثمنها الحقيقي يفوق 6 آلاف درهم (600 يورو).
وفضلا عن كل هذا يطالب أصحاب الأرض بأن يسمح لهم بالاستثمار في أرضهم بأنفسهم بدل تفويتها لمستثمرين أجانب:
"يقولون مرحبا بالمصالح التي تعود بالنفع على الدولة وخصوصا المصلحة العامة من مستشفيات وطرق سيارة ومدارس، ولكن أن تُنجز فوق أراضينا منتجعات سياحية ويستفيد منها مستثمرون أجانب، فنحن أولى بأن نكون شركاء في هذا الاستثمار".
هسبريس


الاثنين، 27 أغسطس 2012

الوفا نحو إلغاء نقط المراقبة المستمرة بالتعليم الثانوي التأهيلي وعمل أساتذة التعليم العمومي بالساعات الإضافية بالتعليم الخاص

لم يرق رئيس رابطة المدارس الخاصة بالمغرب الاتهامات الأخيرة بتضخيم نقط المراقبة المستمرة بالنسبة لتلاميذ الباكالوريا بالقطاع الخاص و أكد رئيس الرابطة، لجريدة ” الأحداث المغربية” قبل أيام قليلة من الدخول المدرسي، أنه يرفض هذه الاتهامات التي تضرب بالعمق الثقة الكبيرة بين اولياء التلاميذ و مختلف المدارس الخصوصية بالمغرب، و أن هذه الأخيرة مستعدة لتقييم شمولي يبين بوضوح اي القطاعات تأثرا بهذه الظاهرة في إشارة الى بعض أساتذة القطاع العام الذين يضخمون نقط تلامذتهم الذين يستفيدون من الساعات الاضافية خارج مؤسساتهم بالاضافة الى ظواهر أخرى .
وأضاف رئيس الرابطة في تصريح لنفس الجريدة  أنه لا خوف من إلغاء نقط المراقبة المستمرة بالباكالوريا التي أشار اليها لحسن الداودي نيابة عن وزير التربية الوطنية محمد الوفا بمجلس النواب.
 وقال الداودي جوابا عن سؤال شفوي بقبة البرلمان ان تضخيم النقط هو السبب الرئيسي لارتفاع عدد الحاصلين على الباكالوريا بمعدلات مرتفعة الشيء الذي حال دون قدرة المدارس العليا على استيعاب هذه الأعداد، مؤكدا ان وزارة التربية الوطنية تتجه الى الغاء احتساب نقاط المراقبة المستمرة بمعدلات الباكالوريا و الاقتصار باحتسابها على نقط الامتحانات الوطنية و اعتبر ان النظام القديم يضرب في الصميم مبدأ تكافؤ الفرص حيث ان نقط المراقبة المستمرة لا تنبني على قواعد موحدة و هي تختلف من استاذ الى آخر و بين القطاع العام و القطاع الخاص.
ومن المرتقب أن  يعمم محمد الوفا هذا النظام الجديد بالتعليم الثانوي الإعدادي و التعليم الابتدائي، إلى جانب عزمه على إلغاء عمل الأساتذة بالتعليم الخاص  في إطار الساعات الإضافية ردا على سلوك سابق للأساتذة المبرزين الذين وضعوا نقط المراقبة المستمرة وأجروا الامتحانات بالأقسام التحضيرية بالتعليم الخاص في الوقت الذي كانوا مضربين عن العمل رافضين كل ما يربطهم بالتعليم العمومي من وضع الامتحانات وتصحيحها.
قضايا مراكش 

التعليم بعيون المثقفين.. تجارب مرتجلة وخطط فاشلة


قالوا إن وضعية التعليم تعكس صورة واضحة عن واقع المجتمع
لم تنفع المداراة وكان الذي لابد منه، وهو الإعلان رسميا عن فشل المنظومة التعليمية وإقامة صلاة الجنازة على التعليم في المغرب،
الذي تحوّل -لزمن طويل- إلى حقل تجارب و"مثلث برمودا"، الذي اختفت فيه أضخم الميزانيات ولم تنفع الخطط الاستعجالية في بعث الحياة فيه.. التعليم ليس شغل أشخاص بل هو أرق أمّة وما يصيبه تكون عواقبه وخيمة على الجميع.. وهكذا كان ضروريا، في الأخير، إعلان «الموت»، للبحث عن أفق مختلف.. هنا آراء مثقفين قالوا كلمتهم في التعليم.
بعد "الربيع العربي"، قال لنا الكاتب عبد الكريم غلاب، في حوار نشرناه على صفحات هذه الجريدة، إن "مشكل التعليم هو "كارثة" المغرب الأولى، فالتعليم مسؤولية، أولا وأخيرا. ويمكن إلقاء المسؤولية على نظام الحماية، الذي خرج من المغرب وترك أغلبية المغاربة أميّين على مستوى من المستويات. ولذلك، فحينما جاء الاستقلال كانت أمام المدرسة المغربية إشكالية تعليم الملايين، وهذا شيء كان من باب سابع المستحيلات، فوجدتْ وزارة التعليم نفسَها في حيرة من أمرها.
وأضاف غلاب أن "هذا ليس فقط من حيث العدد المطلوب تعليمُه ولكنْ، أيضا، من حيث البرامج التي يجب أن تتطور سنة بعد سنة.. و ليست للوزارة القدرة الكافية، بشريا وماديا، للقيام بذلك، وهذا هو السبب الثاني ل"الهزال" الذي يعيش عليه التعليم. السبب الثالث هو أنه يُنظَر إلى التعليم نظرة منفعة، وهي نظرة عموم الناس، حيث إن الشعار الذي يرفعه الآباء هو "إنني أعلّم ابني لكي ينفعني".. ولذلك أرى أنه كان على التعليم، منذ اليوم الأول، أن يأخذ طريقه في التنويع، كفتح أبواب التكوين المهني والتقني وإدخال مفهوم العمل في برامج التعليم. أما أن يظل "يدور" في حلقة مفرغة، فهذا أمر في غاية الخطورة".
وفصل المتحدث نفسُه في واقع هذا القطاع الحساس بالقول "إن الذي وقع ويقع منذ 50 سنة هو أن كثيرا من التلاميذ لا ينسجمون مع التعليم، ومن تم يقع الهدر المدرسي. كما أن هناك ظروفا أخرى تساهم، بشكل كبير، في توسيع دائرة المشاكل، وهي بُعد المدرسة عن المواطنين، وهكذا فهُم عندما يجدون أنفسهم أمام هذا الواقع، فإنهم يُفضّلون أن يتركوا كراسي المدرسة عوض تحمُّل متاعب الذهاب والإياب، صيفا وشتاء، في ظروف مزرية. وهكذا إذا ما أضيف هذا إلى عدم نفعية التعليم وارتباطه بمحيطه وما يكلف من مصاريف تُثقل كاهل الآباء، فإنهم يفضلون أن يأخذوا أبناءهم معهم إلى العمل، عوض إرسالهم إلى المدرسة، التي يرون فيها مجرد "مضيعة للوقت"..
وأشار الكاتب والسياسي المعروف إلى أنه "كان يجب على وزارة التعليم أن تنظر في كل هذه المسائل وتخطط لتجاوزها، إضافة إلى أن هناك برامج مختلفة تتغير مع كل تغيير يقع في هرم الوزارة، ومن تم أصبحت المدرسة مجرّدَ حقلِ تجاربَ، وهذا ما جعل التلميذ يعيش شرخا وغربة في المدرسة وفي البيت.. وسيتسع التباعد ويكبر، يوما بعد يوم، بين الأجيال إذا لم يُفكَّر في هذا الإشكال بالجدية اللازمة. وفي الأخير، يبقى الفقر هو السبب الأول والأخير في مشاكل التعليم في المغرب".
وختم غلاب بقوله إن مشاكل التعليم إذا لم تُحَلَّ فستجعله يتخبط في واقع المزري،
"وعلى ذلك، فإذا لم نحُلَّ كل هذه المشاكل، فسيظل التعليم متخبطا في واقعه، "لا يعرف رأسه من رجليه".. فالتعليم يجب أن ينظر إليه بشكل جدي وألا نتركه لهوى هذا أو ذاك.
مشاريع إصلاح التعليم الفاشلة
أما الكاتب والروائي محمد برادة فقد فصل في الحوار الذي كانت "المساء" قد أجرته معه قائلا إن "لتعثُّر التعليم في المغرب جذورا تعود إلى ما بعد الاستقلال، حيث دخلنا في تجارب مُرتجَلة أدت إلى التخبط والاضطراب، وأصبح من الضروري كتابة تشخيص تاريخي لفشل التعليم في المغرب ولفشَل مشاريع الإصلاح العديدة التي آلت، بدَورها، وطيلة أكثر من 30 سنة، إلى الفشل.. وما يسترعي الانتباه في هذه المسيرة التعليمية هو أنه ابتداء من سبعينيات القرن الماضي ظهرت قرارات وإجراءات ترمي إلى فرض نوع من "التصنيف الطبقي" انطلاقا من سياسة التعليم. وهذا ما جعلنا نلاحظ اللجوء إلى مباريات دخول بعض الكليات وإلى تهافت أبناء الأغنياء على مدارس البعثة الفرنسية، ثم الأمريكية، وفتح أبواب "جامعة الأخويْن" أمام من يستطيعون دفع تكاليفها المرتفعة.. أي أنّ المدارس الحكومية والجامعات فقدت مصداقيتها وتدَنّى مستواها وقُلِّصَتْ ميزانيتها، ليظل طريق التعليم المعقول مفتوحا فقط أمام أبناء القادرين على أداء تكاليف المدارس الخاصة والجامعات الأجنبية في الخارج"..
ويشرح برادة ذلك أكثر: "ليس هذا التصنيف الذي نُعاينه اليوم مجرّدَ صدفة، في نظري، لأن الحاكمين والمتحالفين معهم خططوا لكي يصبح أبناؤهم الوارثين للسلطة والامتيازات عن طريق التعليم ومستواه ونوعيته.. يضاف إلى ذلك إنشاء "التعليم الأصلي" أو الأصيل، ذي التوجه الديني، الذي زاد في توسيع خارطة التصنيف الطبقي وأسهم في تعتيم عقلية التلاميذ والطلبة "الأصيليين"، وهيّأهم لاستقبال إيديولوجيات أصولية، متطرفة. لا مناص، إذن، عندما نفكر في أزمة التعليم من البدء بتجلية هذه الجوانب المسكوت عنها في تاريخ "إصلاح" التعليم".
وختم محمد برادة قائلا إن التعليم الجيّد شرط أساس في تحيق التنمية المستدامة والدخول إلى بوابة العصر حيث قال: "الآن، هناك اقتناع بأن التعليم الجيّد هو الشرط الأولي لتحقيق التنمية المستدامة والولوج إلى عصر التقنيات التواصلية والرقمية، وهو شعور جيّد شريطة ألا نسير في نفس الطريق التي سلكناها لإصلاح التعليم، أي تكليف نفس اللجنة التي استمرت عدة عقود تبحث عن إصلاح مفقود، وكلما فشل مشروع من مشاريعها أعادوا تكليفها من جديد، كأنّها وحدها التي تملك أسرار الإصلاح المنشود!".. ويتابع الروائي قائلا: "أنا شخصيا لا أتوفر على وصفة جاهزة لإخراج التعليم من مأزقه، ولكنني أرى أنّ فتح الحوار بين من لهم علاقة بالتعليم انطلاقا من أسئلة جدية، تُراعي مقتضيات العصر وحاجيات الاقتصاد والقيّم الضرورية للمواطنة، هي الخطوة الأولى لتحسيس الشعب بالطابع الاستعجالي لإصلاح التعليم. لا يمكن إصلاح التعليم بين جدران مغلقة ودون مراجعة التصنيف الطبقي الضمني الذي أدّتْ إليه سياسة التعليم منذ الاستقلال".
التعليم وصناعة الفوارق الطبقية
من جانبه، كان الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي قد أجابنا بأن "التعليم يقدّم أدق صورة عن واقع الفروقات الطبقية عندنا، فالفئات الاجتماعية التي تعاني من البؤس المادي تعاني، أيضا، من البؤس المعنوي الذي يتعرّض له أبناؤها خلال تمدرسهم في التعليم العمومي، الذي أصبح يُنظَر إليه ك"فزاعة"، لا فائدة ترجى من ورائه، فهو يهيئ للبطالة أكثر مما يفضي إلى التشغيل.. فالتلميذ، حتى عندما يحصل على الباكلوريا، يبقى أميا على مستوى المعارف وطرق التفكير وممارسة النقد.. وهو غير مؤهل لاختيار مهنة معينة. أما الفئات الميسورة فإنها، منذ الاستقلال، وجدت ضالتها في التعليم الخاص وفي البعثات الأجنبية.. وبعد ذلك، في متابعة الدراسة في الخارج. ومع المزايا المعروفة لهذا النوع من التكوين، فإن لديه سلبياته أيضا، وتتمثل في إنشاء جيل يفقد العلاقة بواقع البلاد وحاجياتها الأولوية ويعيش في عالم خيالي، منغلق على نفسه، محكوم بنزعة الأنانية والوصولية".
ولفت اللعبي الانتباه إلى أنّ التفريط في التعليم العمومي هو، في الأول والأخير، تفريط في الوطن وفي المشروع المجتمعي، حيث قال: "إننا عندما نُفرّط في التعليم العمومي نفرّط، في آخر المطاف، في الوطن وفي المشروع المجتمعي الذي من شأنه أن يضمن المساواة والعدالة والتحرر".
التعليم الخاص.. اختلاط الحابل بالنابل
في الوقت الذي كانت أصوات عديدة قد ارتفعت متحدثة عن تدنّي مستوى التعليم العمومي، كانت هناك أصوات أخرى ترتفع للتحذير من "تفويت" هذا القطاع، ومما يمكن أن يجره من كوارث خاصة إذا وصل إلى أيادٍ غير أمينة وغير مسؤولة وغير وطنية أيضا، جشعة لا تفكر سوى في ما تجنيه من أرباح، ولا علاقة لها بالتعليم، والذي ظهر في ما بعد هو أن كثيرا منها كان يشتغل وكأنه خارج أي مراقبة من الجهة الوصية.. وهكذا كان من هبّ ودبّ صاحب مدرسة يُسيّرها بعقلية صاحب ضيعة أو معمل.. فاختلط "الحابل بالنابل" وبقيت الجهات الاستثنائية من أهل الاختصاص، من رجال تعليم أو ممن يدركون أنهم يستثمرون في قطاع حساس ويدركون أنّ أي خطإ فيه سيخرب مستقبل شعب بأكمله.. وبقي الاستثناء صاحب الحس الوطني كمن يقاوم أمواج محيط هائج. المؤسسات الخصوصية نبتت كالفطر في كل درب وفتحت أفواهها كسمك القرش وصارت تلتهم الثروات الصغيرة والكبيرة للأسر المغربية، دون تحقيق كل تلك النتائج "الخارقة" المنتظَرة ودون أن تكون البديل عن المدرسة العمومية. فكم يبلغ عدد هذه المؤسسات الخاصة؟ وكم هو عدد التلاميذ والنسبة المئوية في تغطية خريطة التعليم المغربي؟..
في جواب له عن سؤال كان تقدم به الفريق الاشتراكي في مجلس المستشارين، مؤخرا، قال وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، في جواب تلاه عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي قال إن عدد المؤسسات التعليمية الخصوصية بلغ برسم الموسم الدراسي 2010 -2011 ما مجموعه 3168 مؤسسة٬ مقابل 2956 مؤسسة خلال موسم 2009 -2010، محققا بذلك نموا سنويا قدره 7.17 في المائة.
وأضاف أن عدد التلاميذ في التعليم الخصوصي عرف نموا سنويا نسبته 11.2 في المائة٬ إذ انتقل من 576 ألفا و700 تلميذ برسم الموسم الدراسي 2009 2010- إلى 641 ألفا و344 تلميذا خلال موسم -2010 2011 وأن الأعداد الإجمالية للتلاميذ في التعليم الخصوصي أصبحت تمثل تبعا لذلك حوالي 1.10 في المائة خلال السنة الدر-اسية -2010 2011، في أفق بلوغ نسبة 20 في المائة سنة 2015.
ورغم ازدياد عدد المدارس الخصوصية وتوجه بعض الأسر إليها، طمعا في "خدمة" مميزة، فإن واقع الحال يبقى شيئا آخر، فهل دقت ساعة الحقيقة والغربلة؟..



الباحث الأنثربولوجي ل« المساء »: مشكل التعليم هو مشكل هيكلة البرامج وتأطيرها
حمودي: مأساة التعليم ببلادنا تعود إلى السياسات المتبعة منذ الاستقلال
في حوار "المساء" مع عبد الله حمودي، الأنثروبولوجي المعروف والأستاذ في جامعة برنستون الأمريكية، والذي سبق له التدريس في معهد البحث الزراعي وفي جامعات مغربية والخبير في وضعية التعليم، قال إنه متشائم جدا بخصوص التعليم وإنه لا يمكن "الارتياح" إلى حالة التعليم وإن المستوى كان دائما في تراجع دائم.. وأضاف حمودي أن المشكل هو مشكل برنامج وهيكلة وتأطير هذه البرنامج وكذا مشكل فلسفة التعليم وسياساته التي اتّبِعت منذ الاستقلال. وأشار محاوَرُنا إلى أن هناك جانبا خطيرا آخر وهو إعادة النظر في تكوين الأطر والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات، إلى جانب الاعتناء بوضعيتهم المادية والمعنوية وتثمين جهودهم بصفة عملية..
ولم يفت حمودي القول إن عقلية الاستيراد نفسها عقلية خاطئة، فحسب تقديره فإن المنطق السليم يوجب دراسة الوضع المغربي بالدقة اللازمة ثم استخراج الخلاصات من التجربة المغربية أولا.. وبخصوص التعليم الخاص قال إنه "لا بد من وضع مساطر صارمة للرقابة كي نتفادى الوضع الحالي، الذي صار فيه التعليم الخاص -في غالبيته- مجرد "اسثتمار".. أما بخصوص التعليم في البوادي فقال إن العالم القروي يعيش في إهمال مهول في ما يخص التعليم ويجب إعطاء الأولوية لهذا القطاع.
- كيف تنظر إلى وضعية التعليم وأفقه المستقبلي؟
أنا متشائم جدا بخصوص التعليم، وأشير إلى أنه كانت لي تجربة 20 سنة التدريس في المعهد الزراعي، وفي الجامعة المغربية على العموم، كما أن لي اتصالات في هذا الميدان ومتتبع لأمور التعليم، الابتدائي والثانوي، كما أنني كنت دائما في أبحاثي أزور المدارس.. وهكذا، وبناء على هذه التجربة، أقول إن حالة التعليم غير مُطَمْئنَة وإن المستوى كان دائما في تراجع مستمر.. ولهذا أسباب عديدة وليست بالضرورة أسبابا مادية، كالتمويل مثلا، لأن التمويل يكون موجودا، ولكن المشكل هو مشكل برنامج وهيكلة وتأطير هذا البرنامج.
إن المشكل هو مشكل فلسفة التعليم وسياسات التعليم التي اتُّبعت منذ الاستقلال.. فبداية، كانت هناك سياسات خطيرة، كالخوض في التعريب قبل تكوين الأطر الكافية ودون تطوير اللغة العربية واعتماد المناهج العلمية المعقلنة في تدرسيها.. فصرنا أمام تعليم للغة العربية نفسها، حيث كان ضعيفا ويرتكز أساسا على الحفظ واستعمال الذاكرة وليس على صقل المنطق والمفاهيم من خلال تدريس اللغة وتعويد الطلبة والطالبات على استعمالها بشكل إبداعي.
-وماذا عن مستوى تعليم اللغات الأجنبية.. هل يتم التعامل معها بالشكل الصحيح؟
على مستوى اللغة الأجنبية كان التراجع المعروف إلى درجة أنّ غالبية الطلبة صاروا لا يتقنون لا اللغة العربية ولا اللغات الأخرى، كالفرنسية والإنجليزية.. وهذا أمر مُهول، لأن له نتائج خطيرة في ما يخص تكوين العقل والخيال والملَكات الأخرى وكذلك شحذ الاستعداد عند الشباب.. لقد عمّت المأساة واللا مبلاة والتفريط جميع المواد، بما فيها العلمية.
- هل من مؤخذات إضافية على قطاع التعليم؟
كانت هناك ظاهرة أخرى مؤسفة جدا، ألا وهي برامج الاصلاح، حيث إن كل وزير تقريبا أتى ب«إصلاحه» إلى درجة أن برامج الاصلاحات تراكمت، ولا برنامج منها طبق من أوله إلى آخره. وتوالت التجارب وبقيت في معظمها حبرا على ورق.
ثم كانت هناك تجربة المدارس والشعب المتعددة والاسلاك.. وكل هذا أدى إلى إهدار الموارد وتكون شبكات للمصالح. وفي الخلاصة وإذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لإنقاذ التعليم فإنه يتعين على النظام خلق «مجلس لإنقاد التعليم».. بتعاليم واضحة وأجندة مضبوطة لظرف ستة أشهر أو سنة. تضع إصلاحا متوافَقاً عليه مع وضعهه حيّز التطبيق من أوله إلى أآخره. كما يجب وضع الأولويات لكيفية تعليم اللغات والعلوم والفنون، لأن الكيفية تساهم في تخطي مشكل الاعتماد على الذاكرة.
وهناك مشكل آخر، يتعلق بإعادة النظر في ما يخص ما سمي «التربية الإسلامية» و«التربية الوطنية»، قصد إصلاح مناهجهما وتقليص حصصهما.. ونفس الشيء بالنسبة إلى «الدراسات الإسلامية» وما سمي «الفكر الإسلامي»، قصد إصلاحه وعقلنته والتقليص المعقول له لفائدة التعليم السليم للغات والعلوم والفنون. وبالنسبة إلى الكليات فيجب أن تُعطى فيها الأهمية المستحَقة للدراسات والعلوم الإنسانية.
وماذا عن تكوين الأطر والتعليم الخاص؟
- هناك جانب خطير آخر أيضا وهو إعادة النظر في تكوين الأطر والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات، إلى جانب الاعتناء بوضعيتهم المادية والمعنوية وتثمين جهودهم بصفة عملية.
وهناك أيضا التوازن بين التعليم، الذي يجب أن يكون بين التعليم العمومي والتعليم الخاص. وفي ما يخص هذا الأخير فلا بد من وضع مساطر صارمة للرقابة كي نتفادى الوضع الحالي. فالوضع الحالي أصبح فيه التعليم الخاص في غالبيته مُجرّدَ اسثتمار، والمطلوب هو أن مستوى التنظيم في القطاعين لا بد أن يكون متساويا ومتوازنا، ولكنْ لا بد من إعطاء الأولوية للتعليم العمومي بالدرجة الأولى.. وأخيرا، لا يعقل أن نبقى أكثرَ، بعد نصف قرن من الاستقلال، على نسبة الأمية المخجلة في بلادنا.. هذا لا يعقل، وهو وصمة عار على جبين المغاربة.
-ومن خلال تجربتك في التدريس في الولايات المتحدة الأمريكية واطلاعك على كثير من تجارب التعليم في العالم، هل يمكن للمغرب الاعتماد على برامج ناجحة في إحدى الدول؟
عقلية الاستيراد نفسها عقلية خاطئة.. فحسب تقديري، فإن المنطق السليم يوجب علينا دراسة الوضع المغربي بالدقة اللازمة، ثم استخراج الخلاصات اللازمة من التجربة المغربية أولا. ثانيا على المتخصصين والمتخصصات في المجال أن يجتهدوا في دراسة التجارب الأخرى مثلا التجربة الفرنسية أو الأمريكية أو الكندية.. ثالثا، لا بد أن نأخذ من تجارب محيطنا مثلا، كالجزائر وتونس وغيرهما. ومن ثمة يكون الترتيب والاشتغال بوضع خطة تعليمية متكاملة جديدة وفعالة تبتكر وسائلها وتنقد عقول الأجيال القادمة من الضياع، لأن مأساة التعليم اليوم هي، بالأساس، إهدار للإمكانيات والاستعدادات الكامنة في عقول الأطفال والشبان، وهي أيضا توقيف لتفجير الطاقة الخلاقة التي نهدرها سدى.
- وماذا عن التعليم في البادية المغربية؟
لقد طفت في جميع التراب الوطني، بجباله وسهوله وسهوبه.. وما أزال أقوم بذلك، وأقول إن العالم القروي يعيش في إهمال مهول في ما يخص التعليم وحق التعليم بالنسبة إلى طفولة وشباب القرى.. ويجب، في نظري، إعطاء الإولوية لهذا القطاع.
-يُحمّل البعض فشل التعليم في المغرب لرجاله ونسائه؟..
-شخصيا، أرى أنه مشكل سياسات التعليم قبل أن يكون مشكل تحميل المسؤولية للمعلم ورجال التعليم ونسائه. ولكنْ يجب أن نعترف بضعف التكوين بالنسبة إلى أخلاق المهنة والشغل.. ألمس دائما ملامح هذا الضعف في ما يخص أخلاق أداء الواجب بصفة جدية ومستدامة. لكني أعود لأركز على أنه مشكل تكوين ومشكل اعتناء حتى لا نسقط في اتهام رجال ونساء التعليم.. فهم أيضا ضحايا لهذا الوضع السيء. فلا بد أن نعتنيّ بهم ماديا ونشرفهم أخلاقيا. وحينذاك نكون في موقف يُمكّننا من محاسبتهم.

الطاهر حمزاوي/ المساء

معاناة العاملين بالمدرسة القروية وسؤال التعويض عن العمل بالعالم القروي


        بغض النظر عن الواجب الوطني الذي تسهر الشغيلة التعليمية للقيام به بتفاني ونكران للذات في سبيل القضاء على الجهل والأمية ونشر العلم والمعرفة، لا يختلف اثنان حول الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر التي يشتغل فيها نساء ورجال التعليم بالعالم القروي منذ زمن طويل بحيث اعتبرت عدد من التعيينات في هذه المناطق القروية الصعبة والنائية نفيا أو إقامة جبرية اضطر مجموعة من المدرسات والمدرسين التعود عليها والتعايش مع ظروف العيش الصعبة وأحوال الطقس القاسية التي حولت أمانيهم وآمالهم إلى هموم وكوابيس، وأخرت مشاريعهم الحياتية بل كانت سببا في إلغائها وطيها للأبد. عاش أساتذة العالم القروي على حلم واحد وأوحد هو الانتقال إلى المدينة من خلال الاستفادة في الحركة الانتقالية والتي يشاركون فيها على جميع المستويات دون جدوى لتستمر المعاناة وتتأجل الأحلام والأمنيات إلى سنة أخرى بعد قضاء عطلة صيفية مليئة يختلط فيها الإحباط وخيبة الأمل والتشاؤم بتراكم الندم والأسف على حظهم وحياتهم التي تتحول إلى شقاء وأسى.
         واعتبارا للمعاناة القاسية وظروف العمل الصعبة التي تعمل فيها شغيلة العالم القروي، تم فرض إحداث تعويض خاص بالعمل بالوسط القروي تحت ضغط النقابات منذ 2006 يتم تعميمه على كل المؤسسات التي تتواجد بالقرى والبوادي. لكن الوزارة انتهجت أسلوب التسويف والمماطلة كالعادة وشكلت له لجنة موضوعاتية كباقي المطالب التي لا زالت قائمة ولازالت تشكل محور الحركات الاحتجاجية بالقطاع. لم يقف الأمر فقط في تماطل الوزارة بل عملت على الالتفاف عليه من خلال الإجهاز على مبدأ التعميم عبر صيغة "المناطق النائية والصعبة" ليتم إقصاء مجموعة من المناطق والأقاليم من هذا التعويض الذي طالما حلمت به أعداد كبيرة من العاملين بالعالم القروي، وليتم كذلك تطبيقه بقطاعات أخرى مثل الصحة والجماعات المحلية.
        من الأهداف الأساسية التي كانت وراء إحداث التعويض عن العمل بالعالم القروي هو تشجيع وتحفيز العاملين به على الاستقرار بهذه المناطق والتخفيف من المصاريف التي يتكبدونها للتنقل مع العلم أن 700 درهما لن تعوض المعاناة والتعرض للمخاطر ومحاولات الاعتداء على المدرسات على الخصوص اللائي كن ضحية للاغتصاب والهجوم من طرف الكلاب الضالة بل منهم /منهن من فارق الحياة في الجبل أو الصحراء أو لا زال يعيش على مرض عضوي أو نفسي سيلازمه طوال حياته وبالتالي سيؤثر سلبا على مستقبله وأداء رسالته التربوية بشكل سليم.     
      فلنقف وقفة تحليلية للتساؤل عن هذه الظروف الصعبة وطبيعتها ونوعية المخاطر التي تتعرض إليها الأسرة التعليمية العاملة بالوسط القروي. لقد أصدرت وزارة التعليم مؤخرا وثيقة مرجعية ومهمة حول المعايير المحددة لمقرات العمل بالمناطق الصعبة والنائية بالعالم القروي صنفتها إلى عامة وأخرى دقيقة، بحيث يمكن من خلال قراءة أولية لها استنتاج الملاحظات التالية :
1.   تتضح لنا بشكل جلي "الاستراتيجية" الوزارية العرجاء وغير السليمة في تحديد مواقع الإحداثات الجديدة ن سواء المجموعات المدرسية أو الفرعيات، أنها تقع في مناطق نائية، معزولة تنعدم فيها البنيات الأساسية (الماء، الكهرباء، الصرف الصحي) ومراكز التموين والمرافق الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتنعدم فيها كذلك وسائل النقل العمومي لصالح  استعمال الدواب والعربات المجرورة بالدواب بل وتنعدم فيها الطرق السالكة...   
لقد حولت الوزارة عبر برنامج الإصلاح الذي انطلق منذ سنة 2000 على تدارك النقص الهائل في تمدرس الأطفال المغاربة بكل الوسائل كان أغلبها هو بناء أقسام تعليمية بالبناء المفكك في مناطق منعزلة ونائية في الوسط القروي بدعوى تقريب المدرسة من التلاميذ، وتميزت هذه البناءات بافتقارها لأبسط المرافق الصحية، ولظروف الأمن والسلامة، وعزلتها شبه التامة سواء عن الشبكة الطرقية أو المجموعات السكنية في الوسط القروي. وكانت النتيجة هي مقاطعة التلاميذ وآباؤهم لهذه المؤسسات والأقسام لأنها بعيدة وغير ملائمة، وترك الأساتذة لوحدهم مع معاناتهم. وبالتالي، لم تستطع الوزارة تحقيق الأهداف المسطرة من التعميم بل زادت من ظاهرة الضم والأقسام المشتركة بهدف تفييض المدرسين وإعادة انتشارهم.  
2.   النية المبيتة للوزارة في تقليص عدد المستفيدين من التعويض وإقصاء عدد من المؤسسات منه بالرغم من أحقيتها في الاستفادة لتواجدها بقرية أو جبل أو صحراء أو وادي...، مما يعد التفافا غير مبرر على أحقية العاملين بالوسط القروي في الاستفادة من التعويض والذي سيشكل لا محالة مبررا منطقيا وقويا لإشعال نار الاحتجاج بعدد من المناطق والمؤسسات المقصية.
3.   الاعتراف الصريح للوزارة الوصية بالظروف الصعبة التي يشتغل في ظلها مدرسات ومدرسي العالم القروي، هذه الظروف التي ينعدم فيها كل شيء إلا الإرادة القوية للأساتذة المناضلين وإصرارهم الدؤوب على مجابهة كل الصعاب والمخاطر من أجل تربية وتعليم أبناء "المغرب المنسي" أو "المغرب العميق" كما يحلو للبعض تسميته. إنه اعتراف ضمني بفشل الوزارة في سياستها واستراتيجيتها لمعالجة اختلالات المدرسة بالوسط القروي، بل وإخفاق السياسات الحكومية المتعاقبة في النهوض بالعالم القروي الذي شكل موضوعا دسما للمزايدات السياسوية والانتخابوية وظل بالتالي حبيس الشعارات الفضفاضة والخطابات الجوفاء.   
 إن التعليم بالقرى والبوادي يشكل واحدة من نقط ضعف المنظومة التربوية والسياسة التعليمية ببلادنا بحيث أجمعت كل التقارير أن المدرسة القروية – بل والبادية شمولا – لا زالت تقبع في المراتب الدنيا من التنمية بل لم تمسسها قط البرامج التنموية لا من قريب ولا من بعيد إلا بعض المشاريع البسيطة هنا وهناك (الطرق، الكهربة...) دون أن تخصها السياسات العمومية، السابقة والحالية، باستراتيجية وطنية مندمجة وشمولية تضع التعليم المحور الرئيسي للمشروع النهضوي بالبادية والقرية المغربية.
                                                    خالد  جلال

التعليم بالمغرب.. ميزانيات ضخمة من أجل مخططات فاشلة


 
 
 
 
الخطاب الملكي الأخير دق ناقوس الخطر ودعا إلى رد الاعتبار للمدرسة العمومية
احتل موضوع التعليم حيزا كبيرا في الخطاب الملكي الأخير لذكرى ثورة الملك والشعب، وفق نسق متسلسل منطقي،
يبدأ بالشباب والمدرسة والأسرة وينتهي للحديث عن التنمية المنشودة، باعتبارها مطمحا لا يتحقق على المستوى الاستراتيجي بدون شباب فاعل، منتج ومتفتح، شباب ينخرط بإيجابية في التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي، وفي نفس الوقت لا يمكن تكوين شباب بهذه المواصفات بمدرسة تقوم على «منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه، مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين»، بل بمدرسة تعتمد «منطقا آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين، وتنمية قدراتهم الذاتية، وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار، فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات، والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين، في التزام بقيم الحرية والمساواة، واحترام التنوع والاختلاف» كما جاء في الخطاب الملكي. ولأن مشكلات الشباب كما هي متعارف عليها، تجد امتداداتها فيما وراء المدرسة أي في محيطها، فإنه من الواجب أن تكون للأسرة أدوار حاسمة في تحقيق هذا الرهان، وفق منطق الشراكة لا منطق الصراع، باعتبار أن الرهان على الشباب هو رهان مجتمع بأكمله..إذن ما الذي يمنع المدرسة المغربية من لعب دورها في هذا النسق المتكامل وظيفيا؟ ما الذي يجعل تعليمنا ناقص الجودة والجاذبية وغير ملائم للحياة كما جاء في الخطاب؟ أي دور للمدرس في هذا الوضع غير السليم؟  أسئلة وأخرى ستعالجها «المساء» في هذا الخاص عن المسألة التعليمية على ضوء الخطاب الملكي الأخير.
 
بات في حكم بديهيات مغرب اليوم، كون إشكالات قطاع التربية والتكوين هي من قبيل الأمراض المزمنة المستعصية ليس على المعالجة وحسب بل والتشخيص حتى، إذ كلما انبرى المرء لتشخيص معضلة من معضلاته إلا ويجد نفسه إزاء قضايا متشابكة ومترابطة نسقيا على نحو يصعب معها فرز الأسباب عن النتائج، وهذه عن التداعيات والتأثيرات، صحيح أن مشكلات الهدر المدرسي والانقطاع والتكرار مثلا، هي مشكلات لا يتوقف تأثيرها عند الشخص موضوع الظاهرة، بل تتعداها لتكون مشكلة مجتمعية عامة، مشكلة في التنمية والقيم الثقافية وحقوق الإنسان وغيرها، غير أنها مشكلات تتبادل المواقع في كل تحليل موضوعي، فتارة يبدو ضعف وتيرة التنمية سببا في ارتفاع نسب الهدر والانقطاع والتكرار، وهذا من جهة تفسير سليم، وتارة يبدو أن ضعف التنمية هو نتيجة للعوامل السابقة، خصوصا في عالم قروي مهمش وفقير جدا، وهو بدوره يعتبر تفسيرا سليما أيضا، وصعوبة هذا النوع من الاستدلالات الدائرية يتجلى خاصة في البرامج الإصلاحية والتي تتضمن برامج عمل..
 
فعلى الورق، هذه السنة هي الأخيرة في برنامج إصلاحي، سمي بـ«الاستعجالي»، بدأ منذ ثلاث سنوات، وهو نسخة ثانية معدلة عن برنامج إصلاحي بدأ منذ ثلاث عشرة سنة من الآن، سمي بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي جاء كثمرة لمجموعة من التقارير الوطنية والدولية والتي نبهت إلى الوضع المأساوي لتعليمنا قياسا لعدة مؤشرات كالهدر المدرسي والانقطاع والتكرار وضعف التعلمات في الكفايات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب..باختصار تعليم ينتمي لمغرب القرون الغابرة..
 
وعلى الورق دائما، خصصت للقطاع ميزانية ضخمة فاقت 50 مليار درهم على مدى ثلاث عشرة سنة، خصصت منها نسبة كبيرة للبرنامج الاستعجالي بلغت 30 مليار درهم، في أفق تأهيل المدرسة العمومية من حيث الموارد البشرية واللوجيستيكية، حيث تمت برمجة مجموعة من المشاريع، كبرنامج تيسير وبرنامج مليون محفظة للحد من الهدر المدرسي والانقطاع، ناهيك عن حزمة إجراءات إدارية وتربوية كان الهدف منها بعث روح جديدة في  منظومتنا التربوية.
 
لكن على الواقع، فبعيد انقضاء عشرية الإصلاح، ظهرت حقائق مطابقة للواقع، تفيد بأن «دار لقمان لا تزال على حالها»، عندما صنف البنك الدولي المغرب في مرتبة عربية وإسلامية متأخرة، أي المرتبة 11 من مجموع 14 دولة، إذ تفوقنا فقط على موريطاينا والصومال وجيبوتي !!
 
وعلى الواقع دائما، وبعد ثلاث سنوات على البرنامج الاستعجالي، هاهو الخطاب الملكي الأخير يعلنها صراحة «مدرستنا تسائلنا جميعا»،لذلك «ينبغي إعادة النظر في مقاربتنا، وفي الطرق المتبعة في المدرسة»، وقبل هذا الخطاب كان الوزير الحالي قد أعلن الحقيقة المأساوية أمام نواب الشعب، إذ كشف أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال في مجلس النواب أواخر شهر يوليوز الماضي، أن هذا البرنامج الذي أعلنت عنه الحكومة السالفة، والذي اعتبر بمثابة طوق نجاة للتعليم المدرسي، لم يحقق أيا من أهدافه..فبماذا نفسر هذه المعضلة؟
 
لماذا فشل البرنامج الاستعجالي؟
 
دعوة الخطاب الملكي الأخير الحكومة إلى ضرورة العمل في اتجاه تبني تغيير « يمس نسق التكوين وأهدافه، وذلك بإضفاء دلالات جديدة على عمل المدرس لقيامه برسالته النبيلة، فضلا عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد المنطق القائم أساسا على شحن الذاكرة ومراكمة المعارف، إلى منطق يتوخى صقل الحس النقدي، وتفعيل الذكاء، للانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل»، هي دعوة لوضع برنامج إصلاحي آخر، لكن أليس من الواجب تشريح مكامن الخلل في إنجاز البرنامج الاستعجالي؟ أليس حديث الخطاب الملكي عن «الشراكة والمسؤولية» هو دعوة صريحة لتجاوز منطق التحكم والإملاء التي تزعمتها مكاتب الدراسات الأجنبية والتي كانت تقف وراء هذا البرنامج؟
 
فإذا رجعنا إلى نص «البرنامج الاستعجالي»، سنجد أن الأهداف الاستراتيجية المحددة لمستويات التعليم، ورفع جودة التعليم بمختلف أبعادها سنجد أنها من المحال أن تتحقق في ثلاث سنوات التي حددها البرنامج الاستعجالي، لأنها أهداف أغلبها بعيد المدى.
 
إن المقصود بهذه الإشارة هو أن شمولية البرنامج الاستعجالي في رهاناته وأهدافه، من شأنها أن تكون عائقا ذاتيا في أجرأته، إذ أن جسامة برامجه الكبرى والصعوبات الموضوعية التي تواجه تنفيذها، من شأنها أن تشتت الجهود، فعندما نقول «استعجالي» فإن المطلوب هو أن تكون الأهداف أكثر تحديدا وتركيزا، فليس من المنطقي أن ندخل مريضا لقسم المستعجلات في حالة احتضار، ونجري له عمليات جراحية في القلب والرئة والدماغ والكلية والعين...في عملية واحدة، إذا الأولى هو أن نبقيه على قيد الحياة أولا، فتعميم التعليم وتوسيع قاعدة التعليم الثانوي التأهيلي وتنمية التعليم الخصوصي وتطوير الهندسة البيداغوجية وترشيد تدبير الموارد البشرية وتنمية البحث العلمي ولتجديد التربوي و..و..و..، هي أهداف مهمة وكبيرة بكل المقاييس، لكن لا يمكن أن تكون أبدا برامج لثلاث سنوات، إنها رهانات استراتيجية كبرى، فمن يقرأ هذا البرنامج ويستمع لمسؤولي القطاع وهم يتكلمون عنه، سيظن أن الأمر يتعلق برصاصة أخيرة.
 
هل إصلاح المدرسة
 
المغربية ممكن؟
 
كثيرة هي المداخل التي يمكن من خلالها الإجابة عن هذا السؤال، لكن نفضل ان نركز على عائق الموارد البشرية، فكما هو معلوم، حدد التقرير الأول للمجلس الأعلى للتعليم في تشريحه لمعوقات إصلاح منظومة التربية والتكوين في بلادنا، خمس محددات تشكل مصادر الاختلالات التي تعرفها هذه المنظومة، منها ضعف التعبئة من أجل الإصلاح، وغياب الثقة الجماعية في المدرسة المغربية، وهذا الخلل الكبير ليس فقط مشكلة تواصلية على هامش إصلاح المنظومة، بل إن ضعف انخراط الأسرة ومختلف المتدخلين الاجتماعيين والاقتصاديين والمحليين، راجع بالأساس إلى هذه المشكلة، فصورة المدرسة العمومية في محيطها عامة لا تعدو أن تكون صورة سلبية راكمتها سنوات الخبط على مستوى البرامج الإصلاحية، وأساسا انعدام الصلة على مستوى القيم بين هذه المدرسة والمجتمع، اللهم إلا صلات لها علاقة بكون المدرسة سوق استهلاكية مربحة للمخدرات وتجارة الجسد القاصر، في تطاول صادم أحايين كثيرة، غير أن الناظر في الوجه الآخر للعملة، غير وجه المؤامرة والاضطهاد الذي نشعر به نحن رجال التربية والتكوين، سيرى أشكالا متعددة من التقصير يتحمل الجميع مسؤوليتها، بدءا من المدرس رأسا إلى السيد الوزير، تقصير مرده إلى فقدان الجميع الثقة في قدرتنا جميعا على استدراك اختلالات منظومتنا إن نحن فعلا امتلكنا إرادة طيبة للفعل، وهذا ما نعوزه بهذا القدر أو ذاك صعودا ونزولا.
 
فبديهي كل البداهة أن غياب إرادة الفعل سبب رئيسي في فشل كل المبادرات الإصلاحية في قطاع التربية والتكوين، في وضع مأساوي كهذا تصبح مفاهيم المراقبة والمحاسبة والتأطير والتواصل والتحفيز والتكوين وإعادة التكوين وغيرها من وسائل التعبئة، تصبح مفاهيم جوفاء تصلح لتجزية الوقت، هذا إن لم تؤخذ على محامل أخرى، تنآى بالمدرسة عن أهدافها المصيرية وتعطي نتائج عكسية لكل ما تم التخطيط له، لنعاود الإسطوانات ذاتها، بعود أبدي لا مكانة فيه للتقدم والقطائع والتجاوز..اللهم إلا التكرار والاجترار وقليل من الجرأة للاعتراف بذلك.
 
فالجميع بدءا من أصغر عون خدمة في مدرسة إلى السيد الوزير، يقر بأن المدرسة العمومية تعاني من اختلالات، وقد يحصل أن يتفقوا أيضا في وصف أعراض هذه الاختلالات، لكن تحديد الجميع للمسؤوليات دوما، وأقول دوما، ما يتجه إلى تحميل الآخرين مسؤولية الفشل، وفق ميكانيزم نفسي ملؤه برانويا الاضطهاد، فالجميع يبرئ ذاته ويلقي بالمسؤولية جزافا؛ يمينا وشمالا على الآخرين..
 
فالمدرس يلقي باللوم على الإدارة التربوية في مشاكل الخريطة المدرسية والاكتظاظ وتدبير الزمن المدرسي ورتابة الحياة المدرسية وبالتالي ضعف النتائج والجودة إلى غير ذلك، والإدارة التربوية تحمل المسؤولية للإدارة الإقليمية، والتي تعتمد على مقاربات محاسباتية تقنوية غير مرنة في تدبير الموارد بمختلف أنواعها، وهي أيضا تلقي باللائمة على الإدارة الجهوية والمستفيدة من مناخ تدبيري يسمى مجازا «بترسيخ الحكامة»، فيما هو تتويج لـ«ملوك صغار» في الأكاديميات، يسيرون أكاديميتهم بذهنية تسيير الممتلكات الشخصية، ويحتلون المنابر للتبجح بأهمية الحكامة والشفافية والتواصل..، وهؤلاء أيضا لا ينسون أن يحملوا الوزارة والمصالح المركزية مسؤولية الإغراق في بيروقراطية الأزمنة البائدة، وهذه المصالح لا تنسى أن تحمل الوزير مسؤولية غياب الإرادة السياسية، ولكي تكتمل سلسلة التبريرات ودفع المسؤولية عن الذات، يعاود الوزير القهقرى إلى نقطة الصفر، وتحميل المدرس مسؤولية فشل الإصلاح، وعزمه محاسبة المقصرين..وفتح خط أخضر لتلقي شكايات المواطنين من المدرسين..لتكتمل دائرة الاتهام..حيث يغيب النقد الذاتي ويحضر التبرير، ويغيب الواجب ويتضخم الحق..
 
 فمن سمع السيد الوزير المسؤول عن البرنامج الاستعجالي، السيد اخشيشن، يقول إن «جل المدرسين جاؤوا صدفة إلى قطاع التعليم، وليس اقتناعا بمهمة التدريس»، سيفهم أي خلل هذا الذي يعتري تصورات الجميع دون استثناء، في تبرير أخطائهم والتنصل من مسؤولياتهم، والبدء بتحميل الآخرين مسؤولية الفشل، وخطورة هذا الوضع المأساوي هو أنه في الوقت الذي يُطالب فيه الجميع بالتعبئة الشاملة وبالالتزام الكامل والمطلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين، نجد فيه الجميع يستنفر ملكاته وقدراته التواصلية والتحليلية فقط في التبرير واجترار وضع قائم.
 
هكذا تكتمل السلسلة الدائرية على شاكلة السلسلات الغدائية الشهيرة في عالم الغاب،  تنطلق السلسلة من المدرس صعودا إلى الوزير لتعود إليه رأسا من هذا الأخير، وهكذا والأيام تمر من سنة قيل إنها بداية فعلية لمدرسة النجاح، ولتمر السنوات الثلاث لبرنامج قيل عنه إنه استعجالي، وها هم الجميع يعاودون الحديث عن أزمة التعليم، ليس لأنها غير موجودة بل لأنهم مرتاحون لكونها أزمة تعني الآخرين وليست تعنيهم..
 
إن غياب إرادة الفعل، هو السبب العميق لضعف التعبئة على أرضية كل برنامج إصلاحي، ولعل هذه الحقيقة يجب أن تشكل خريطة طريق بالنسبة للجميع، فمن نتائجها الفورية أيضا اضمحلال الثقة في المدرسة العمومية إلى درجات دنيا أضحت فيها المدرسة مرادفة لإعادة إنتاج الفشل والتخلف والأمية والسلوك اللامدني والظلم والتسلط والابتزاز..وكل الرذائل، بل إن المدرسة، بشقيها العمومي والخاص، أصبحت رائدة في هذا المجال..
 
إن مشكلة المدرسة العمومية قبل أن تكون مشكلة خصاص في الإمكانات وضعف السياسات هي أساسا مشكلة في ضعف التزامنا كرجال تربية وتكوين، بالتعبئة لإيجاد حل لمعضلاتها، صحيح أن المشكلة ليست فينا وحدنا، فللأسر والجماعات المحلية والمقاولات والمجتمع المدني والنقابات نصيبهم، غير أن المشكلة بدأت بالتأكيد منا، وبأيدينا وحدنا الحل، إنه البدء من الذات وتحمل المسؤولية في حدود الواجب على كل منا..
 
المدرس..حجر الزاوية
 في الإصلاح
 
التدريس كما نعلم، فن ودراية وصناعة، فليس كل ذي علم أو ذي خلق يصلح أن يكون مدرسا، فكم من عالم مجدد تفتنك كتبه وتآليفه، وما إن تستمع لدروسه أو مداخلاته حتى تصاب بخيبة أمل توازي في قوتها افتتانك بأسلوبه واجتهاداته، ولكن تعاكسها، وكم من فاضل يحتدي الناس بأعماله،ولكن قلة علمه وضعف تمييزه تجعل كلامه منفرا وغير ذي تأثير، فالتدريس قبل أن يكون معرفة وعلوما يكتسبها صاحبها بالمواظبة والمجاهدة، هي أولا هيئة واستعداد، وهما مبدأ هذه الصناعة وإليها ترجع كل المبادئ، فإن كان الجميع ينكر على حكومة الفاسي المنتهية تبنيها لعملية توظيف مباشر في مهنة التدريس تحديدا دون إجراء الحد الأدنى من الانتقاء والذي يمكن هذه المهنة من استقطاب ذوي الاستعداد فقط دون غيرهم، فلأن هناك فرق كبير بين أن نحل مشكلة هي التشغيل، كمشكلة اجتماعية صرفة، وهذا حق دستوري لا يرتفع من جهة، وأن نخلق في هذا الجسم المعتل عللا أخرى تنضاف لعلله المزمنة أصلا، علل ذات طبيعة تربوية..
 
أما الاعتياد فإن هناك أمورا إذا اعتادها المدرس أضحى معها مبدعا وممتعا، أولها وعماد سنامها التحصيل المعرفي المتواصل، فالمدرس الذي يهجر الكتاب يصبح ضارا لغيره، وإزاحته عن هذه المهنة واجبة عقلا وشرعا، فإن كانت نقيصة التكبر مانعة لحصول المعرفة، فإنها بالنسبة للمدرس كبيرة تورث صاحبها شتى أنواع الإدانة، وكم يسهل على تلامذته اكتشاف أمره وفضح تقاعسه، وتطاوله على ما لا يعلم..ولم يجد لما يعرف به دون علم سبيلا لتحصيله..هذا عن المدرس الذي منعه تهاونه أو تكبره عن الاستزادة في المعرفة، أما المدرسين الذين أدمنوا مقاهي ومحلات القمار، يقضون فيها الساعات الطوال في انتظار تحقق هلوسة ربح مادي سريع، منافسين في ذلك الجهلة والرعاع والسقاط، فهؤلاء هم فاسدو القطاع ومفسديه.
 
وكم حاجتنا في القطاع اليوم، لمدرسين مستعدين بالفطرة لهذه الصناعة ولهذا الفن السامي، مدرسين لا تنقطع علاقتهم بالمعرفة لمجرد «خروجهم» خارج السلم، أو لمجرد حصولهم على شهادة، وكم حاجتنا اليوم، لتسطير برنامج انتقائي وتكويني صارم يعيد للمهنة هيبتها ووقارها ودورها الريادي في المجتمع.
 
 فإذا كنا اليوم، على المستوى البيداغوجي، نتكلم عن المتعلم كمركز للعملية التعليمية التعلمية، وعن الحياة المدرسية، كفضاء شامل تتفاعل فيه مختلف مكونات الحياة التربوية، والتي تتجاوز في ديناميتها وفعاليتها الأنشطة التقليدية للمدرسة كتلقين، ونتكلم أيضا عن المدرس كوسيط بين مصادر المعرفة والمتعلمين، ووسيط اجتماعي بين المدرسة والمجتمع، وفاعل في مشروع المؤسسة ومنخرط في محيطه وفاعل فيه، فإن هذا لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع دون تكوين للمدرسين مفكر فيه بعناية وعقلانية، سواء في مرحلة التكوين الأساس، والذي تمت المراعاة فيه للجانبين النظري والعملي، أو في مرحلة التكوين المستمر والدائم لهؤلاء الأطر.
 
من هنا نعتقد أن خطوة توحيد مؤسسات تكوين الأطر في مؤسسة واحدة، هي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، خطوة كانت منتظرة، لأن منطلقها واضح، وهو أنه لا يمكن توحيد منظومة التربية التكوين وخلق الانسجام بين مكوناتها على أرض الواقع بدون توحيد مؤسسات تكوين أطر هذه المنظومة، في إطار مؤسساتي مناسب من حيث بنيته التحتية ومناهجه ولأطر العاملة فيه، في أفق تكوين أساتذة ذوي كفاءات مهنية تربوية تمكنهم من أداء مهامهم بمهنية متميزة.
 
وهذا الاختيار، والذي تسعى الوزارة لتبنيه ابتداء من السنة الدراسية المقبلة، من شأنه أن يرتقي بالممارسة التدريسية، ويربط ولوج مهنة التدريس بالتكوين، علما أن رهان تجديد المدرسة مشروط بجودة عمل المدرسين وإخلاصهم  والتزامهم، وكذا جودة التكوين الأساس والتكوين المستمر والفعال لهم، وعندما نتكلم عن رهان بهذه الأهمية فنحن نتكلم عن رهان ذي بعد استراتيجي بالنسبة للمنظومة ككل، لكونه يتعلق بتأهيل الموارد البشرية، والتي بدونها لا يمكن تحقيق أي شيء في مسار إصلاح هذه المنظومة.

 
المصطفى مرادا 
المساء
 
 

الأحد، 26 أغسطس 2012

مفهوم – المناطق النائية – يهدد بنسف اتفاق الحكومة والنقابات


وأخيرا تنفس «محمد»، المدرس بإحدى المدراس الابتدائية، المنزوية بعيدا بجبال الريف الصعداء، بعدما ألقى نظرة على الدورية المشتركة بين وزارات الداخلية، الصحة والتعليم بخصوص التعويض عن العمل بالمناطق النائية، التي رأت النور الاسبوع الماضي، إلا أن الحيرة سرعان ماعادت لتسيطر عليه، وهو يحدق مليا في لائحة المعايير التي حددتها الدورية في تصنيف مقرات العمل المستهدفة بالتعويض.
سر حيرة «محمد»، هو أنه يدرس بمدرسة بعيدة عن مركز الجماعة القروية، إلا أنها تتوفر على الانارة وبعض المسالك، وهذا كاف ليجعل «محمد»، خارج المستفيدين من 700 درهم كتعويض عن العمل في المناطق النائية، كما اتفقت على ذلك الحكومة والمركزيات النقابية في جولة 2009 من الحوار الاجتماعي، وذلك وفقا للائحة المعايير التي جاء بها الاطار المرجعي المتوافق حوله بين الوزارات المذكورة والنقابات.
غير أن اللجنة المركزية المتفرعة عن الحوار الاجتماعي، التي أعدت الاطار المرجعي، والمكونة من مكونة من ممثلي القطاعات الحكومية المعنية، وهي التربية الوطنية، الصحة، الاقتصاد والمالية، الداخلية، تحديث القطاعات العامة والنقابات الأكثر تمثيلية، قد رمت بكرة تحديد مقرات العمل المستهدفة بالتعويض في ملعب اللجان الإقليمية، التي ستنحصر مهمتها في تقديم مقترحات بشأن مقرات العمل بالاقليم بناءا على المعايير المحددة في الإطار المرجعي إلى اللجنة المركزية في أجل أقصاه 15 شتنبر المقبل، وهو الأمر الذي رأي فيه حمادي بلعياشي عضو المكتب الوطني للنقابة الديموقراطية للتعليم العضو بالكنفدرالية الديموقراطية للشغل أنه « اذا تم تطبيقه بشكل ميكاني، فإنه عددا من المناطق سيتم اقصاؤها من خانة المناطق النائية»
القيادي الكنفدرالي، اعتبر أنه لا يكفي أن تتوفر منطقة معينة على الكهرباء أو مسالك ليتم استبعادها من لائحة المناطق البعيدة أو النائية، ولم تفته الفرصة ليؤكد أن للكنفدرالية الديموقراطية للشغل شروطها في هذا المجال، ف«أهل مكة أدرى بشعابها»، يقول بلعياشي، «لقد أبلغلنا كتاب الفروع الذين سيحضرون أشغال اللجان الاقليمية بالدفاع عن المفهوم الحقيقي للمنطقة النائية بحكم أنهم يشتغلون في تلك الأقاليم».
وإذا كانت لائحة تحديد معايير مقرات العمل المستهدفة بالتعويض، ستقصي عددا من المناطق من الاستفادة، وفقا لتصريحات بلعياشي، الذي ألح على ضرورة تطبيق المفهوم الحقيقي للمناطق النائية، فإن المسؤول النقابي ذاته، يقول «لايجب أن ينظر إلى المسألة في بعدها المادي، بقدر ما يجب خلق جو من الاستقرار لفئات مهمة تعمل في ظروف وبيئة صعبة».
إلا أنه وقبل أن تحيل اللجان الإقليمية تقاريرها على اللجنة المركزية للمصادقة النهائية عليها، بدأت بوادر التصعيد تلوح في الأفق، فقد دخلت نقابات الجماعات المحلية على الخط، وهددت بخوض سلسلة من الاضرابات بالمناطق النائية، بعد استثناء الدورية المشتركة لموظفيها وأعوانها من الاستفادة من التعويض، فيما «محمد» فسينتظر قرارالجنة المركزية، فإما سيخصل شهريا على مبلغ 700درهم وإما سيعود خاوي الوفاض.

الأستاذ

وزارة التربية الوطنية تتخذ إجراءات لتسهيل عملية تسجيل التلاميذ بالمؤسسات التعليمية العمومية


تنهي وزارة التربية الوطنية إلى كافة أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ انه تقرر عدم إلزامهم بالأداء المسبق لواجبات التسجيل والانخراط في الجمعيات المدرسية عند تسجيل أو إعادة تسجيل بناتهم وأبنائهم في جميع الأسلاك التعليمية بمؤسسات التعليم العمومي، وذلك من خلال التعامل بما يلزم من المرونة لاستخلاص هذه الواجبات و تمديد الفترة المخصصة لذلك إلى غاية متم شهر نونبر 2012.

و يأتي هذا الإجراء في إطار تشجيع الإقبال على التمدرس من خلال تسهيل عملية تسجيل التلميذات و التلاميذ ومراعاة الظروف المادية لبعض الأسر.

و تجدر الإشارة ان المبالغ المستخلصة من واجبات التسجيل والانخراط في الجمعيات المدرسية تستفيد منها كل من الجمعية الرياضية المدرسية وجمعية التعاون المدرسي ، إلى جانب جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ ، فضلا عن أن قسطا منها يذهب إلى التأمين المدرسي.

و للتذكير فإن فترة تسجيل وإعادة تسجيل التلميذات والتلاميذ ستتواصل في الفترة مابين 3 و8 شتنبر 2012 بالنسبة للذين لم يتمكنوا من التسجيل في الفترة الأولى ( يوليوز 2012 ) ، وذلك طبقا لمقتضيات مقرر وزير التربية الوطنية بشأن تنظيم السنة الدراسية برسم الموسم الدراسي 2013/2012.

عن موقع الوزارة men.gov.ma

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة