الأربعاء، 23 مايو 2012

أية نقابة لنساء و رجال التعليم ؟


ورقة قدمت لليوم الدراسي حول العمل النقابي للجامعة الوطنية للتعليم بالريش يوم 20|2|2012

كثيرة هي الأدبيات المنضرة للعمل النقابي العمالي حيث الأمر يتعلق بفكر الطبقة العاملة حيث وحدة المصير و الهدف والأغلال المشتركة ، هاته الطبقة الثورية بحكم موقعها من الإنتاج. إنها طليعة قوى التغيير التي أنتجت نظريتها الثورية في خضم صراعها الطويل و الشاق والمستمر من اجل تحررها السياسي و الاقتصادي والفكري . هاته النظرية تصبح ممسوخة مشوهة متى تبنتها الفئات والطبقات الاجتماعية الأخرى لتمارس بها صراعها من اجل مصالحها الاقتصادية الضيقة . هنا تتعقد مهمة المناضلين المدافعين عن القضايا العادلة لشعبهم الرافضين لسقف مطالب طبقتهم أو فئتهم الاجتماعية.
ليطرح السؤال من جديد، لأنه يفرض نفسه بقوة : أية نقابة يمكن أن تكونه الجامعة الوطنية للتعليم؟
إن تاريخ الصراع في المغرب حافل بنضالات رجال ونساء التعليم الذين لعبوا ادوار طلائعية وقيادية الى جانب الجماهير الشعبية ملتحمين عضويا بكل الكفاحات الوطنية ، متجاوزين ذ لك الأفق الضيق الذي يسعى الى جعل النقابة ملحقات إدارية لتدبير الأزمة التعليمية . انه الوجه المشرق للنقابات التعليمية. لكن لا احد يستطيع القفز عن الوقائع الموضوعية التالية والتي لابد من تحديدها بدقة:
الشغيلة التعليمية غير مرتبطة بالإنتاج بشكل مباشر ، وهي فئة غير متجانسة وغير منسجمة ، متعددة الخصائص ، موقعها الطبقي يجعلها تتأرجح فكريا بين الانتقال من موقع لأخر تحدده بالضرورة موازين قوى أخرى أساسية داخل المجتمع. من هذا المنطلق ،اعتبار الشغيلة التعليمية شبيهة بالطبقة العاملة خطأ فادح تترتب عنه ممارسة نقابية وهمية .
بالمقابل الشغيلة التعليمية ترتبط بشكل مباشر مع أبناء الشعب من خلال العملية التعليمية التربوية التي تقوم بها كوظيفة لها في الدولة وبالتالي فهي تمارس مهمة ثورية باعتبار تعليم الشعب و تثقيفه عملية ثورية بالأساس . إذن وجب الانتباه لهاته المسالة وجعل النقابة تضع من بين أهدافها الأساسية الدفاع عن حق أبناء الوطن في التعليم بما يعنيه بناء الإنسان الجديد.
اغلب المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية التي تعيشها الشغيلة التعليمية مرتبطة بمشاكل الشعب، فهي تعاني التهميش و العزلة، بحكم التهميش و العزلة التي تعيشها قرى ومدن الوطن.وبالتالي فتحسين ظروف عملها رهين بمغرب تكون فيه المدرسة قطب إشعاع وملاذا دافئا لكل طفل مغربي، لا مكانا يرتعد فيه من صقيع البرد كلما حل فصل الشتاء. مغرب يعاد فيه الاعتبار للإنسان كثروة، لا تقدر قيمتها بثمن.
إن الواقع النقابي التعليمي اختصر قضيته في مطالب مرتبطة في مجملها بتدبير الموارد البشرية و هاته الأخيرة ما هي إلا تمظهرا لازمة بنيوية عميقة يعيشها النظام التعليمي ، كانعكاس بدوره لازمة النظام الحاكم ، لذلك لابد من إعطاء كل مطلب بعده الحقيقي حتى لو كان بسيطا . فترسيخ المكتسبات وتوسيعها خطوات مرتبطة بكنس التعفنات التي تنخر الجسم التعليمي في أفق عملية جراحية لاستئصال الداء المستشري ، وهي عملية تتم بمساهمة كل قوى التغيير.
إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية رهين بإعادة الاعتبار لرجا ل ونساء التعليم ، وهي من مهامنا النقابية الأساسية ، خصوصا أن النظام المعادي للثقافة والتعليم افلح الى حد كبير في تبخيس دور المدرس وجعل منه أضحوكة نوادي التنكيث ، موظفا من اجل ذلك كل أساليب الدعاية المغرضة والرخيصة
لأنه فطن ذلك الدور الريادي لرجال التعليم في أحداث مراكش التاريخية وتعاطفهم مع الحركة التلاميذية وفضحهم لإجرام النظام في حق تلاميذ ثانوية محمد الخامس زيادة على ارتعاد الحاكمين من كل شئ اسمه تثقيف الشعب فمنه تنطلق الشرارة . ونستحضر هنا المدرسة الشهيدة سعيدة المنبهي مناضلة الاتحاد المغربي للشغل.
فلنجعل إذن من الدفاع عن كرامة رجال و نساء التعليم دفاعا عن كرامة التلميذ المغربي وحقه في التربية والتعليم.
قطاع التعليم من القطاعات التي تحولت خصوصا مع ما سمي البرنامج الاستعجالي الى قبلة للفساد المالي ونهب الميزانيات تحت عدة مسميات من قبيل مدرسة النجاح ، تأهيل المؤسسات التعليمية، تجهيز مدرسة جيل النجاح ، برنامج جيني، التكوين المستمر، وطبع العديد من المصوغات و الدلائل و الملصقات العديمة الجدوى ، صفقات ما سموه الفحم الحجري وهو ليس سوى حجرا ، مطاعم مدرسية مشبوهة، بيداغوجيا الإدماج المشوهة،ومكاتب دراسات،مقررات دراسية تجارية،...انه الوجه البشع لسياسة نهب أموال أبناء الفقراء، التي لا يعرف حقيقتها سوى المدرس الشريف المكافح من اجل إيصال شعلة المعرفة الى المناطق البئيسة من الوطن وما أكثرها. في الوقت الذي تملص فيه كل المحسوبين عن وزارة التربية الوطنيةعن دورهم الذي لايمكن أن يكون سوى خدمة المدرس و التلميذ على السواء وهم يعتقدون أنهم في أعلى سلم التراتبية . بينما لم تعد في الحقيقة تهمهم سوى بطونهم وجيوبهم.
إن مهمتنا النقابية هي فضح هذا الفساد دون هوادة والتشهير بالمفسدين.
النقابة هي مدرسة للتربية على النضال و التثقيف و ترسيخ مبادئ التضامن لكن قبل كل شيء التربية على التفاني في العمل و انجاز الرسالة التعليمية على أكمل وجه مهما كانت الظروف و الأحوال وهي مهمة ثورية لاتقل أهمية عن مهمة المقاتل في الجبهة.ولنا في هاته الفقرة من الاختيار الثوري للمهدي بن بركة خير بوصلة:
" على انه لا ينبغي أن يغرب عن بالنا أن أفضل مدرسة للإطارات و أحسن طريق لتدريب المناضلين على الكفاح و التضحية في سبيل الشعب، هو في العمل اليومي الذي يباشره المناضلون حتى في أداء المهام البسيطة. إن على كل مناضل منا بوصفه مواطنا أن يؤدي العمل المنوط به بمنتهى الكفاءة و الضمير المهني. فان كان عاملا ميكانيكيا أو طبيبا أو ممرضا وجب عليه أن يتقن عمله خير اتقان. وان كان مرشدا أو مهندسا فلاحيا وجب أن يهيئ نفسه ليكون ركيزة الإصلاح الزراعي، وان كان أستاذا أو معلما وجب عليه أن يكون متضلعا في الأساليب البيداغوجية الطليعية. علينا أن نكون خميرة المجتمع التقدمي المزدهر الجديد الذي ننشده في غذنا القريب."
عاشت الجامعة الوطنية للتعليم ديمقراطية، مستقلة، جماهيرية، تقدمية.
منقول 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة