السبت، 26 نوفمبر 2011

فتنة الحكم والسلطة تحرق مصر



تشهد الساحة السياسية المصرية حالة من الضبابية وعدم وضوح الرؤيا الحقيقية لعملية نقل السلطة من المجلس العسكرى إلى حكومة مدنية عبر إنتخابات حرة ديمقراطية ويأتى المشهد الأكثر غموضآ هو حالة التخبط الشديد التى يتعامل بها المجلس العسكرى مع القوى السياسية والتى أثبتت الأحداث الأخيرة أنها ليست قوى حقيقية لها تواجد فعلى على الأرض وأنها مجرد مجموعات للنخبة من المثقفين وأصحاب الأفكار ماعدا قوة التيارات الإسلامية التى تشهد حالة من الإنقسام فيما بينها فحتى الآن ثوار مصر يرون أن عدم نزول جماعة الإخوان المسلمين إلى الشارع فى الأحداث الأخيرة دليل على وجود صفقة سياسية مع المجلس العسكرى ولاأحد يعلم أين الحقيقة حتى الآن .
الأهم الأن هو أن مصر تدخل مرحلة من الفوضى السياسية وفقدان ثقة أغلب الشعب فى السياسيين وأنهم يسعون فقط للحصول على مكاسب سياسية فى سباق الصراع للوصول للحكم عبر أكبر عدد من المقاعد فى المجالس التشريعية التى ستتولى صياغة دستور مصر وتشكيل الحكومة الجديدة فبعد التطورات الأخيرة تأكد ثوار التحرير أنة لايوجد من يعبر عنهم ويتحدث عن طموحاتهم ورغبتهم فى دولة مدنية ترفع شعارات الثورة من حرية وعدالة إجتماعية .
الجميع الأن يتسابق للحصول على منصب وزارى والمساهمة فى تشكيل الحكومة القادمة سواء عن طريق ترشيحات لبعض رموز تلك التيارات أو المشاركة فى الهجوم على بعض الرموز لدعم شخصيات بعينها ولكنهم لا يعلمون جميعآأن الثوار والشعب لن يخدعوا مرة أخرى فالكل الآن يعلم من يعمل من أجل مصر ومن يسعى لصفقات سياسية ومن يعمل من أجل الإنتخابات وإستعراض القوى نتمنى من الجميع الأيشاركوا فى حرق مصر فى سباق الصراع نحو السلطة والحكم ؟
بعد إقالة حكومة شرف ندخل فى مأزق جديد وهو طريقة إختيار رئيس الحكومة الجديدة وهل الأسماء المطروحة الحالية ترضى رغبات وطموح الشعب المصري وإن فرض المجلس العسكرى علينا شخصية من بقايا نظام مبارك تولت مهمة أو منصب فى العصر السابق فالطبع ستلاقى الرفض والغضب من الثوار فى أغلب أنحاء مصر والمشكلة الأكبر الأن هو الصراع الدائر من بعض التيارات لفرض إسم معين يعزز وجود ومصالح أصحاب هذا التيار فى الشارع .
إن رئيس الحكومة الجديدة يواجة عدة مصاعب أهمها أنة يجب أن يلاقى قبول أغلب الطوائف السياسية والشباب وهذا على أرض الواقع صعب الأن لأن الشعب المصري لم يعد يثق فى كل شئ بسبب الحكومات المتتالية منذ مبارك بداية من حكومة شفيق وبعدها حكومة شرف التى جعلت الشعب يشعر بالإحباط واليأس من الثورة والسؤال الأهم هل سيكون منصب رئيس الحكومة حتى إنتهاء الإنتخابات فقط أم يعمل على علاج ملفات مشتعلة مثل الإنفلات الأمنى والتدهور الإقتصادى والإصلاح السياسي وغيرها .
كيف سيشكل رئيس الحكومة الجديدة وزاراتة وعلى أى أساس هل يعيد تقديم وجوة قديمة أم يحاول إرضاء بعض التيارات السياسية وإن إختار وزراء تكنوقراط متخصصين هل ستصمت الأحزاب والتيارات السياسية أم تستخدم كل قوتها لإسقاط تلك الحكومة والتشكيك فى قدرتها على قيادة مصر وعبورها نحو المستقبل فى أكثر فترات مصر إشتعالآ.
الشعب المصري لن يتهاون فى إختيار منصب وزير الداخلية القادم فالشعب الذى يحمل المرارة والكرة لوزارة قدمت أبشع الأمثلة على أنها لاتحترم المواطن المصري وأنها تعمل على قمعة وكبت حريتة وحتى بعد الثورة زادت حدة الغضب بين الداخلية والشعب حتى صارت علاقة إنتقامية لان وزارة الموت ( الداخلية سابقآ) تحصد أرواح شباب مصر وتصيبهم بالعاهات ولازالت غطرسة الشرطة تساهم فى إنهيار العلاقة مع المواطنين فعلى أى أساس سيتم إختيار الوزير فإن تكررت تجربة تولى الوزارة لشخص خرج من النظام منذ سنوات سنعيد بناء تجربة العيسوى الفاشلة وإن إستخدمنا أحد قيادات الوزارة الحالية سيتهم بتبعيتة وكونة أحد أبناء العادلى الذى حول مصر لسجن كبير عبر وهم جهاز أمن الدولة الذى ساهم فى إنهيار المجتمع المصري وأنا أرى أن الحل الأمثل هو أحد قيادات الشرطة العسكرية يتولى حقبة وزارة الداخلية حتى يعيد هيكلة وإنظباط الوزارة وتحسين علاقة الوزارة لدى المواطن المصري .
كيف سيختار رئيس الوزراء المجموعة الإقتصادية التى عليها إعادة بث روح العدالة الإجتماعية وإيجاد حلول حقيقية لكافة المشكلات اليومية من بطالة وإرتفاع الأسعار وحالة الإنفلات فى الأسواق ومشكلة الأجور وغيرها من الملفات المشتعلة والتى إن لم تعالج بشكل سريع ستؤدى لإنهيار مصر إقتصاديآ وأعتقد أنة يجب إختيار شخصيات إقتصادية ذات خبرات حقيقية وليست أكاديمية نظرية حتى نشعر المواطن بأهم مبادئ الثورة وهى العدالة الإجتماعية .
التحدى الأكبر لرئيس الوزراء هو إختيار وزير إعلام يعرف خطورة المرحلة ويقود الإعلام الرسمى نحو الوضوح وتقديم الحقائق وخلق حالة من الثقة لدى المواطن المصري وكذلك أن يضبط أداء الإعلام المصري الخاص الذى يعانى من حالة إنفلات غير عادية جعلت المواطن العادى لايثق فى شئ وأننا جميعآ وقعنا فى فخ التضليل والحسابات الخاصة لأصحاب القنوات والصحف .

هل سيعود رئيس الوزراء فى إختيار شخصيات سياسية من بعض التيارت لإختيار وزراء مجموعة التحول الديمقراطى والسياسى ةالتى ستدخل البلد فى حالة من المفاوضات التى ستزيد الموقف إشتعالآ أم ماذا .
أتمنى ألا نكرر التجارب السابقة فى إختيار شخصيات ترضى بعض التيارات السياسية على حساب المجتمع المصري .
أتمنى أن نستفيد من الشباب المصري الذى يعلم الجميع أنة الرهان الحقيقي وصمام الأمان لمصر فلماذا لانقوم بدعم الشباب فى كافة قطاعات الدولة حتى يستطيعوا فى المستقبل أن يعبروا بمصر نحو المستقبل .
الشارع المصري لا يريد وجوة قديمة يعاد تقديمها ولا يريد وزراء لإرضاء التيارات والأحزاب السياسية
الشعب المصري يريد أن يشعر بالثقة والأمان ووزارة تحقق لة مبادئ ثورة 25 يناير من حرية وعدالة اإجتماعية
أتمنى الأ نشارك فى حرق مصر لآن صراع الوصول للحكم على جثث أبناء مصر سيؤدى لإنهيار مصر تمامآ.



د/إيهاب العزازى
مدير مركز السلام للدراسات والتنمية
مدير المركز العربي للدراسات السياسية والمستقبلية
خبير الدراسات الإسرائيلية


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة