الأحد، 23 أكتوبر 2011

التصور الجديد للمدرسة المغربية في «دليل الحياة المدرسية»






لعل الإصلاح قد أحدث تغيرات هامة في مجال تعميم التعليم وتنظيم أسلاكه وتطوير المناهج المدرسية وتأهيل الموارد البشرية ودعم اللامركزية؛ غير أنه رغم كل هذه المعطيات،
ما يزال التعليم غير مستجيب لتطلعات المجتمع إلى الجودة في هذا المجال، وكذا لطموحات المدرسة المغربية إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي فيها، فأصبح لزاما تفعيل الإصلاح داخل المؤسسة التعليمية واعتبار المتعلم ركيزة هذا الإصلاح. ولتحقيق ذلك، اعتبرت الحياة المدرسية مدار عمليات التربية والتكوين وجوهر هذا الإصلاح، فسعت إلى تطوير الحياة المدرسية وبلورة مهامها وخلق أنشطة متنوعة مفعمة بالحياة ومنفتحة على كافة أبعاد ومكونات محيطها، حتى يتمكن المجتمع المدرسي من مواكبة مستجدات الحياة ومتطلبات التنمية. في هذا الإطار، يأتي كتاب «دليل الحياة المدرسية - دجنبر 2008» لجماعة من المؤلفين (أربعون مؤلِّفا) -الذين تعددت مهامهم ومجالات اهتماماتهم- ليضم مواضيع تربوية متعددة تهم الحياة المدرسية، وما تضطلع به من أدوار مختلفة ترمي إلى تحقيق تربية جيدة وتنمية شاملة، على اعتبار أن المدرسة المغربية تشكل جوهر عمليات التربية والتكوين، وتركز على إكساب المتعلمين الكفايات والقيم التي تؤهلهم للاندماج الفاعل في الحياة، وترسيخ السلوك المدني واحترام التنوع الثقافي والحضاري.
وقد جاء الدليل الجديد للحياة المدرسية ليقدم إطارا شاملا للحياة المدرسية ويؤسس لتصور جديد للمدرسة المغربية، من خلال تجديد مكوناتها ومجالاتها وطرق تفعيلها، مستفيدا من كل التراكمات والتجارب التي عرفها مجال الحياة المدرسية وما جاء به من تجديد الآليات والطرق والمقاربات التي تتيح للفاعلين التربويين والشركاء الاشتغال بكيفية تسهل التدبير الجيد للشأن التربوي في المؤسسات التعليمية.
ويعتبر هذا الدليل لبنة جديدة داعمة لاجتهاد العاملين في المؤسسة والشركاء والمنخرطين في الحياة المدرسية، من أجل تحسين جودة الحياة المدرسية باعتبارها مرتكزا للإصلاح التربوي، وليس دفترا للإجراءات والمساطر المقننة، فهو يقدم مبادئ ومقاربات توجيهية تيسر الأخذ بالإجراءات المناسبة؛ وسيخضع هذا الدليل أثناء تطبيقه في المؤسسات للتتبع والتقويم قصد تحسين طابعه الوظيفي، والابتكار في إطار نصوصه التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
(والحياة المدرسية) إذ ترنو إلى تحقيق ذلك، تركز على التجديد التربوي وإغناء البرامج المدرسية وتطوير الوسائل التعليمية بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، قصد تكوين مواطن فاعل، وتهتم بالمتعلمين من خلال إكسابهم الكفايات التي تؤهلهم للاندماج في المجتمع من خلال السلوك المدني، واحترام التنوع الثقافي والاختلاف الفكري والممارسة الديمقراطية واتخاذ المبادرات والقرارات عن بينة واقتناع.


سعيد موزون

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة