الاثنين، 10 أكتوبر 2011

الثانوية التأهيلية تكرم المرحوم الأستاذ عبد الرحمان بن الأحمر بتطوان




الثانوية التأهيلية تكرم المرحوم الأستاذ عبد الرحمان بن الأحمر بتطوان




أكد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية عبد اللطيف شوقي خلال حفل تأبين للأستاذ عبد الرحمان بن الأحمر حضره أساتذة وتلاميذ المؤسسة التعليمية وأصدقاء وعائلة الفقيد أن غياب المرحوم لم يكن ليثني عزائم زملائه لتخليد ذكرى تأبين المرحوم بكل المعاني المادية والرمزية لهذا الاسم الذي أعطاه المرحوم دلالاته العميقة من خلال التفاني والعشق في أداء مهمته التدريسية بكل نبل وإخلاص أو من خلال إصدار منارات إشعاع خارجي بحضوره الوازن في المشهد الثقافي والفني بمدينة تطوان وخارجها .
في كلمة النائب الإقليمي عن المرحوم تحدت عن الحضور المتميز الذي   وسم سيرة الرجل بالوقوف على محطات للنضال الفكري التي انطلقت من فضاء القسم لتلقين مبادئ إعمال الفكر والمنطق والنقد العلمي وخلخلة المفاهيم الجاهزة وهو يلقي دروس الفكر الإسلامي والفلسفة أمام تلاميذ عشقوا معه الدرس وتعلموا منهاج التحليل والاستنباط والتقييم لتمتد ‘إلى فضاءات لمبادرات ومساهمات إبداعية فتحت هامشا آخر أمام الرجل الأستاذ ليواجه جبهة أخرى يقارع فيها الفكر بالفكر من خلال الكتابات النقدية والإبداعية والتراجم التي قام بها إلى جانب ثلة من الفاعلين الثقافيين بالمدينة وغيرها .


وأشار النائب إلى  مجلة دفاتر الشمال التي كانت تصدر من مدينة تطوان ، والتي كان المرحوم يرأسها تحريرها وطبيعة المواضيع التي تطرقت إليها، وغنى الحوارات التي أدارتها . يعطي إشارة قوية عن الهوس الذي كان لدى المرحوم وزملائه بعض الغوص في بحر ملتقى الحضارات المتوسطية وامتداداتها الكونية ، بهدف  النبش في أغوار حقيقة  أفرزت  العلائقي الإنساني بهذا الحيز الجغرافي المتوسطي بعيدا  عن الجاهز من الأفكار والمسلمات التاريخية .


ويكفي الإشارة إلى الحوارات التي أدارتها المجلة كدليل آخر على هذا الغوص والعمق الفكري الذي نجد بعض مداه في مواضيع الهجرة وكراهية  الآخر في خوار مع المفكر الإسباني " خوان كويتيسولو"  الذي كانت تربطه بالمرحوم علاقة صداقة شخصية وأدبية  وفكرية عميقة .


أو من خلال حوار حول أمكنة الحياة والتجربة مع الأديب محمد شكري ، أو مواضيع الحداثة  وما بعد الحداثة  في الفن  مع الفنان محمد شبعة . أو موضوع الهوية والتشخيص  والتجريب  في حوار مع المفكر محمد برادة ، أو موضوع المسالة الجهوية  والإصلاحات الدستورية وموضوع الجهوية ومنطقة الشمال مع الأستاذ محمد العربي المساري أو الديمقراطية ورهانات التغيير مع الحقوقي خالد السفياني .

كل الإسهمات الفكرية والنقدية، تعطي انطباعا عن هذا الرجل الذي كان إلى جانب زملائه من هيئة تحرير المجلة في عمق الحدث المتعلق بالتحولات البنيوية العميقة والمخاض المجتمعي الذي يجب أن يكون الفكر محركه الأساسي وضمانة صيرورة منطق التطور نحو المستقبل ضمن السياق  الطبيعي والسليم للأشياء.

رحل إذن المرحوم عبد الرحمان بن الأحمر ليترك نموذجا للأستاذ الذي يجب بأن يكون ،،،، نبراسا مضيئا طريق التلاميذ داخل الفصل ومنارة للاسترشاد في محيط المجتمع.

عماد حيون

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة