السبت، 8 ديسمبر 2012

رجال التعليم “يوثِّقون” معاناتهم مع الظروف المناخية الحالية


marocway1
مع بداية كل فصل شتاء، تتجدد المعاناة القديمة الحديثة لتلاميذ المناطق الجبلية و مدرسيهم على مر العقود، ففي الوقت الذي ترتفع فيه حدة النقاشات السياسية و السجالات الإعلامية حول الوضع التربوي بالمغرب، تستعد آلاف الأسر الفقيرة و مئات المدرسين العاملين بالوسط القروي لمعاناة شبه مؤكدة قد تخف حدتها في شتاء و قد تكون كارثية في آخر.

بعيدا عن أروقة مكاتب الوزارات و الأكاديميات و النيابات التعليمة المكيفة، يقبع جيش من جنود الخفاء في أعالي الجبال المتجمدة و الفيافي المنقطعة عن العالم الحضري، ليعاين الأستاذ الذي تلقى أحدث أنواع و طرائق التدريس مناخا اجتماعيا شبه بدائي، سواء في حيث ظروف العمل أو وسائل التنقل أو مستلزمات الحياة الخاصة، مصطدما بواقع تعليمي كارثي لم يسبق و أن تناولته مراجع مراكز تكوين المعلمين.

أطلق العديد من أساتذة التعليم القروي خاصة في شقه الابتدائي العديد من الصفحات الفايسبوكية و المنتديات الخاصة، بغية التعريف بجندي غير مسلح سوى بعزيمته على البقاء موظفا إلى أن تقرر الوزارة الوصية أن يكون حضاريا، أسوة بزملائه و زميلاته المحظوظين.
إن كان للمعلم أمل في معانقة شوارع مسقط رأسه يوما في ظل حركة اتنتقالية متدنية النتائج و محتكرة من قبل لوبيات نقابية مسبوقة الدفع، فإن التلميذ القروي لا يملك سوى أن يعد سنواته الست عداًّ، في مواجهة برد الشتاء اللافح للوجوه و الأنامل من شدة البرد، و انقطاع شبه كامل عن أي مورد لمستلزمات الحياة اليومية هذا إن أطال الله في عمره ليضع إليتيه على مقاعد الدراسة.

فايسبوكيون تربويون تناولوا بشدة موضوع الطقس القاسي لهذا العام، من خلال توثيق معاناة التلاميذ و المدرسين على حد سواء في ظل غياب أي إجراءات موسمية للحد من مضاعفات تدني درجات الحرارة و تساقط الثلوج بمناطق غير معتاد بها، كما هو الحال بجبال تارودانت. فبين تلميذ لا يطيق ضم أصابعه بعضها إلى بعض للإمساك بقلمه و آخر غير قادر على الاستواء على خشبات مقعده المتجمدة و غيرها من الأوضاع المزرية التي يعيشها تربويُّو و تلامذة أصقاع المغرب، يبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يشاء الله أمر غير هذا.
طريق المغرب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة