الأحد، 11 ديسمبر 2011

مفاجآت بالجملة حول إسقاط الطائرة الأمريكية بإيران

استمرارا لمسلسل المفاجآت حول حادث إسقاط طائرة التجسس الأمريكية في إيران ، كشفت صحيفة "أرجومنتي نيديلي" الروسية أن نجاح طهران في اصطياد تلك الطائرة تحديدا يرجع إلى اعتماد منظومتها للدفاع الجوى على رادارات روسية متطورة .

وأضافت الصحيفة أن الطائرة التي أسقطها الدفاع الجوى الإيرانى في 4 ديسمبر من الأسلحة الأمريكية المتطورة بالغة السرية، وأن المخابرات الأمريكية استعملت هذا النوع من الطائرات في مهمات استطلاعية غير قانونية في باكستان التي لم تستطع إسقاط أي منها ، رغم امتلاكها منظومة قوية من وسائل الدفاع الجوي.
وأشارت إلى أن الرادارات الروسية المتطورة التي حصلت عليها إيران مؤخرا لها كان لها دور هام في إسقاط الطائرة الأمريكية ، معتبرة أن ذلك يعتبر كارثة حقيقية لواشنطن، خاصة مع قيام خبراء إيرانيين وروس بدراسة الطائرة الأمريكية بالتفصيل.
وانتهت "أرجومنتي نيديلي" إلى القول في 10 ديسمبر إن ممثل قوات الدفاع الجوي الإيرانية، أعلن في يونيو الماضي، أن طهران ستقوم بعرض جميع الطائرات الأمريكية التي ستتمكن من إسقاطها على الخبراء الروس.
واللافت للانتباه أن المفاجأة السابقة جاءت بعد أن ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن هذه الطائرة هي إحدى أكثر الطائرات تطورا في الترسانة الأمريكية، إذ بها تقنية عالية للتخفي وأنظمة كمبيوتر متطورة تمكنها من التوغل بشكل عميق في أراض معادية ، دون الكشف عنها.
وفجرت الصحيفة في تقرير لها في 7 ديسمبر مفاجأة أخرى مفادها أن قدرة هذه الطائرة ظهرت بوضوح خلال الغارة التي نفذتها قوات أمريكية خاصة على المجمع الذي كان يقطنه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، حيث وفرت الرقابة اللازمة خلال تلك العملية التي قتل خلالها بن لادن.
وتابعت " لا تزال القدرات الكاملة لتلك الطائرة طي الكتمان, ولم تكشف وزارة الدفاع الأمريكية لا عن سعرها ولا سرعتها ولا حجمها, لكن الوزارة اعترفت بالحقيقة التالية: RQ–170 بيد الإيرانيين الآن ".
وأشارت "لوس أنجلوس تايمز" أيضا إلى أنه يعتقد أن لدى هذه الطائرة أكثر الكاميرات تطورا وأنها تحمل أجهزة استشعار عن بعد يمكنها "الاستماع" لما يجري من محادثات عبر الهاتف النقال ، كما أن بإمكانها أن "تستنشق" الهواء وتتعرف على الجزيئات الكيميائية المنبثقة من أي مختبر نووي محتمل تحت الأرض.

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي, اشترط عدم ذكر اسمه ، قوله :" إنه أمر سيئ، سيطلعون على كل شيء خاصة ما يتعلق بالتكنولوجيا السرية المستخدمة في هذه الطائرة, بل سيطلع عليها كذلك الصينيون والروس".

ويبدو أن الكشف عن المفاجآت السابقة جاء ليعطي دفعة معنوية إضافية لطهران في مواجهة الحرب السرية التي تخوضها واشنطن وتل أبيب ضدها ، بل وهناك من أكد أن حجم خسارة واشنطن بإسقاط تلك الطائرة المتطورة جدا لا يمكن أن يعوضه أي معلومات ثمينة قد تحصل عليها عن منشآت إيران النووية .
هذا بالإضافة إلى الأمر الأخطر بالنسبة لواشنطن وهو أن إيران لم تحصل فقط على رادارات روسية متطورة من شأنها أن تقلل من فعالية أي هجوم عسكري ضدها ، وإنما ظهرت أيضا بوادر صفقة روسية إيرانية يتم بمقتضاها السماح لموسكو بالاستفادة من كنز "RQ–170 " الذي لا يقدر بثمن ، مقابل زيادة دعمها لطهران في مواجهة الحرب السرية الأمريكية الإسرائيلية .
ولعل تصريحات العميد مسعود جزايري مسئول الشئون الثقافية والإعلامية بهيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في 10 ديسمبر والتي أكد خلالها ضرورة تقديم واشنطن اعتذارا على وجه السرعة إلى طهران بشأن انتهاكها المجال الجوى لبلاده يدعم صحة ما سبق ، ويؤكد حجم الثقة التي زادت لدى القادة الإيرانيين بامتلاك "RQ–170 " .
فقد نقلت وكالة أنباء "ايرنا" الإيرانية عن جزايرى القول: إن التدابير الدفاعية
الإيرانية لن تكون مقتصرة على حدودها الجغرافية، وإن التصرفات غير المقبولة من
جانب الحكومة الأمريكية سوف تزيد فقط الثمن الذي سيتعين عليها دفعه.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية أول من كشفت تفاصيل الحرب السرية الأمريكية الإسرائيلية ضد طهران ، حيث نقلت في 2 ديسمبر عن مسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية قوله :"بدلا من العمل العلني لدينا عمل سري ضد إيران , فهذه هي جبهة المعركة الجديدة، وهذا نوع جديد من الحرب".

وأضافت "التايمز" أن لإسرائيل دور في الانفجار الذي وقع في منشأة نووية بأصفهان في 28 نوفمبر الماضي والانفجار الذي وقع قبل ذلك بأسبوعين في قاعدة صواريخ غربي طهران.

ويبدو أن إيران انتقمت سريعا من حرب أوباما ونتنياهو السرية وبشكل مزدوج , حيث أسقطت طائرة التجسس التي نفذت الهجوم من ناحية وحصلت على تكنولوجيا هذا النوع المتطور من طائرات الاستطلاع من جهة أخرى.


بوابة الوفد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة