عدد من المعطلين حاملي الشهادات بخنيفرة التأموا، خلال الأيام الأخيرة، في «جمعية إدماج للتنمية» من باب الانخراط في سياسة التشغيل الذاتي، حيث استفادوا من فضاء بحي حمرية، كان إلى وقت قريب دارا للمسنين، ووضعوا فيه مشروعهم المتمثل في «فضاء للتفوق التربوي»، وإلى جانب أهداف هذا المشروع الجديد المتمثل في إدماج شريحة من الشباب حاملي الشهادات ضمن نسيج الاقتصاد التضامني والتربوي، وتحسين بعض الوضع المادي والعيش الكريم للمعنيين، يأتي اختيار المشروع المذكور على خلفية ما لمكانة سوق التعليم الخاص في المشاريع الرائدة من «قيمة مربحة وهادفة في الوقت ذاته»، حسبما ورد في بطاقة تقنية للمشروع، و»لا يحتاج إلى ميزانية مرتفعة وتكنولوجيا ومعدات آلية، إضافة إلى ارتفاع الإقبال على التعليم الخاص»، ما يجعل نجاح هذا المشروع أكثر ضمانة في ارتباطه بمدى جدية الإدارة والوقت.
مشروع «فضاء التفوق التربوي» من المقرر أن يستهدف 170 شخصا من الأطفال الصغار والتلاميذ والشباب والكبار، ويهم الحضانة والتعليم الأولي ودروس الدعم و التقوية (جميع المستويات)، وتدريس اللغات، ثم محاربة الأمية والقيام بأنشطة موازية، تربوية منها وثقافية واجتماعية وترفيهية وصحية ورياضية.
وقد تم افتتاح «مشروع المعطلين» في أمسية احتفالية، حضرها عدد من المعطلات والمعطلين وفعاليات مدنية جمعوية، إلى جانب بعض المسؤولين المحليين، يتقدمهم الكاتب العام للعمالة، حيث تم تقديم وصلات من تنظيم فرقة إنشادية، وقصائد شعرية من توقيع «شاعر المعطلين» الذي صدحت كلماته ب»الشمس التي لن تغيب»، ورحلة الشتاء والصيف والشهيد، والصوت المقموع، وخوف الأم على ابنها من موجة الاعتقال.
إلى ذلك تقدم كاتب الجمعية المحتضنة للمشروع بكلمة استعرض من خلالها ظروف انتقال مشروع «الفضاء التربوي» من فكرة إلى حقيقة ملموسة، وانطلاقا من عبارة: «لا حديث عن الشغل دون تنمية حقيقية»، استعرض كاتب الجمعية أهداف الإطار، وما تحقق وما لم يتحقق، دون أن تفوته الإشارة للتعاونية الفلاحية (إسمون الخير) التي تحتضنها «جمعية إدماج للتنمية»، وتهم مشروعا لتسمين العجول وإنتاج اللحوم الحمراء، في أفق إمكانية استيراد العجول من الخارج ضمن إطار السعي للرفع من المردودية وتحسين الجودة، على أمل الدخول في مشروع فلاحي يهم النباتات العطرية والطبية، وبينما بعث بإشارات قوية تتعلق بالاكراهات القائمة، لم يفته أن يهيب بالسلطات المحلية والإقليمية ، الوفاء بوعودها من أجل دعم المعطلين ومساعدتهم بمشاريع وامتيازات تضمن لهم دخلا قارا، داعيا في الوقت ذاته مختلف الجهات المانحة إلى أن تخص جمعيته بالتفاتة مسؤولة لتمكينها من تعويض بطالتها وتجهيز بنيتها اللوجيستيكية واحتواء ما عليها من ديون.
حفل الافتتاح، الذي دشن على الطريقة المغربية الأصيلة ب»التمر والحليب والشاي»، اختتم بزيارة جماعية لمختلف مرافق الفضاء، حيث اطلع الجميع على مخطط الجمعية لإنجاح المشروع وجعله نموذجا يحتدى به انطلاقا من الاقتناع الراسخ لمكوناتها بفلسفة التشغيل الذاتي.
أحمد بيضي الاتحاد الاشتراكي
0 التعليقات:
إرسال تعليق