مراقبون: مشاركة الصحراويين في الانتخابات تعكس وعيا كبيرا لدى أبناء المنطقة وتقطع الطريق على من يبحثون عن مصالح ضيقةالصحراويون معنيون أولا بالمتغيرات الجديدة
العيون (المغرب) – من محمد الإدريسي
شهدت مقاطعات وأحياء مدينة العيون في الصحراء المغربية الجمعة إقبالا كثيفا على صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، في يوم ظلت فيه الشوارع مزدحمة بالمركبات والمارة.
وفي مختلف الأحياء والشوارع بمدينة العيون، نظمت لقاءات وتجمعات شبابية واسعة، عبرت خلالها الفئات الشبابية عن رغبتها في الانخراط الفعال في الاستحقاقات الانتخابية، وأعلنت عن مشاركتها الواسعة في اقتراع 25 نوفمبر/تشرين الثاني ترسيخا للتغييرات الدستورية الجديدة، وتفعيلا لمسيرة الإصلاح التي تعرفها البلاد.
ومن اللافت للانتباه هو حضور العشرات من المسنين وكبار السن وبعض المرضى ممن لا يقدرون على المشي أو التنقل، إلا أنهم أبوا إلا الحضور بمساعدة أفراد من عائلاتهم للمشاركة في اختيار من يمثلهم في قبة البرلمان.
كما كان واضحا قدوم آخرين للتصويت نيابة عن مهاجرين أو ممن صادف تنظيم الانتخابات البرلمانية تواجدهم خارج البلاد، فأوكلوا من يمثلهم في اختيار البرلماني الذي يحظى بثقتهم.
وقال مراقبون محليون ان الانتخابات "عكست وعيا صحراويا كبيرا إزاء المتغيرات التي تشهدها البلاد، وأبانت عن رضا كبير من طرف الصحراويين عن الإصلاحات الدستورية التي صوتوا عليها بكثافة، كما أن الصحراويين يعتبرون أنهم المعنيون أولا بالمتغيرات الجديدة التي فتحت لهم الآفاق على الجهوية المتقدمة".
وأضافوا "لهذه الأسباب جاءت المشاركة المكثفة للصحراويين لإنجاح مسيرة الإصلاح ولقطع الطريق أمام من يحرض على مقاطعة الانتخابات خدمة لمصالح سياسية أو انتقامية ضيقة، فكان الجواب الفعلي للصحراويين هو الخروج المكثف لتفعيل الإصلاحات وللتصويت لأول برلمان بعدها، ترسيخا لدولة الحق والديمقراطية والنزاهة، وتفعيلا للجهوية المتقدمة التي ستأتي بالخير والنماء للأقاليم الصحراوية".
وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية دعت سكان المناطق الصحراوية إلى مقاطعة الانتخابات. كما أطلقت حملة إعلامية، عبر مواقعها الإخبارية ومنابرها الإلكترونية سمتها "الحملة الصحراوية لمقاطعة الانتخابات"، تفيد أن أهالي الصحراء "غير معنيين" بالانتخابات المغربية.
لكن الواقع يشير الى أن دعوات بوليساريو لا تلقى آذانا صاغية ولا تهدف إلا إلى إفساد العملية السياسية، نظرا لأن الانتخابات ظلت تجرى في الصحراء منذ السبعينات وبنسب مشاركة مرتفعة.
وضم المغرب الصحراء المغربية، وهي مستعمرة اسبانية سابقة، في العام 1975. وتطالب بوليساريو، مدعومة خصوصا من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في هذه المنطقة برعاية الامم المتحدة.
بالمقابل يؤيد المغرب منح الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته رافضا اي حديث عن امكانية استقلالها عنه.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية المغربية، فإن عدد الذين يحق لهم التصويت في هذه الإنتخابات يبلغ 13 مليونا و475 ألفا و435 ناخبا من أصل نحو 32 مليونا هو إجمالي عدد سكان المغرب.
ويبلغ عدد النواب البرلمان المغربي الذين ستفرزهم هذه الإنتخابات 395 نائبا، منهم 305 نواب ينتخبون على مستوى الدوائر الإنتخابية المحلية، و90 نائبا يُنتخبون على مستوى الدوائر الإنتخابية الوطنية التي توزعت على مختلف أنحاء البلاد، أي بزيادة 70 نائبا إضافيا عن عدد نواب البرلمان الذين أُنتخبوا في العام 2007.
وشارك في هذه الإنتخابات أكثر من 7 آلاف مترشح توزعوا على 1565 قائمة إنتخابية لأكثر من 31 حزبا، وسط مراقبة دولية ومحلية أمنها نحو خمسة آلاف مراقب.
يشار إلى أن هذه الإنتخابات تأتي بعد نحو خمسة أشهر من إقرار الدستور الجديد في إستفتاء شعبي نُظم خلال شهر يوليو/تموز الماضي، كان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد إقترحه.
ويمنح الدستور الجديد صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة، ودورا مميزا للبرلمان في العملية التشريعية، حيث بات مفروضا على الملك تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية।
ميدل ايست أونلاين
0 التعليقات:
إرسال تعليق