السبت، 7 يناير 2012

أين تبخرت مقولة 'تازة قبل غزة'؟





من تابع الفديوهات المبثوثة على المواقع الاجتماعية حول أحداث الأربعاء الأسود بمدينة تازة، سيتخيل للوهلة الأولى أنه أمام مقاطع من لقطات قديمة لانتفاضة الحجارة في قطاع غزة أو مدن الضفة الغربية، مع فارق لافت للانتباه وهو أن هنا حتى عناصر القوات العمومية لها "مقالع" ترشق بها المتظاهرين بالحجارة !
لكن المفارقة الكبرى التي لم يكن ينتظرها منظرو العهد الجديد، هي أن ينقلب السحر على الساحر، وتخرج انتفاضة غاصبة من أحياء تازة الفقيرة، وهي التي كان هؤلاء يبررون بانشغالهم في "تنميتها"، هي وما يشبهها من مدن الهامش وقرى المغرب العميق، عدم اهتمامهم بما يجري في غزة وأخواتها من المدن الفلسطينية، عندما أطلقوا شعار "تازة قبل غزة" ! بكل ما يحمله هذا الشعار من استخفاف بذكاء المغاربة واستفزاز لمشاعر من كانوا يخرجون للتظاهر تضامنا مع مآسي الفلسطينيين في غزة وأخواتها.
بعد 12 سنة من تسريب هذه المقولة إلى صحيفة أجنبية، جاءت أحداث الأربعاء الأسود لتدحض أن أصحابها خسروا مناصرة غزة والآن يخسرون "تنمية" تازة، لأن ما أخرج المتظاهرين في تازة هو سياسات التهميش والترقيع التي اعتمدت خلال العشرية الأخيرة، وتم بها تبرير سياسات عزل المغرب عن محيطه الإقليمي بكل امتداداته الإفريقية والأمازيغية والعربية والإسلامية، وفتحه للشركات الأجنبية وخاصة الفرنسية التي أصبحت تدير مدنه وقراه وحتى أزقته عن طريق التدبير المفوض من باريس ومرسيليا وليون..


حنظلة
 تازا سيتي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة