المدرسة آلية إنتاج بذور المجتمع المختارة
عماد بنحيون

فاالمدرسة،إذن، بتنوع وظائفها
الأكاديمية والبيداغوجية والمؤسسية، تعتبر حلقة الوصل النموذجية،بين الفرد والنظام
المجتمعي،التي تضطلع بمهمة الإخبار وهيكلة المعلومات والمعطيات المختلفة التي تعزز
ثقافة الفرد، دون أن تنسى تقنين ذلك بضوابط ومعايير تستجيب لمتطلبات المجتمع، و
تضبط علاقته مع محيطه وفق التصور الضمني أوالمعلن عنه،الذي ينطوي عليه التوجه
الرسمي للدولة،كما أن وظيفتها المؤسسية تهم موقعها داخل بنية النظام المجتمعي
والهندسة البيداغوجية لأنواعها وأشكالها،وما تتيحه من استقلالية أو تبعية لمحيطها ووسطها في تنظيم أنشطتها وتدبيرها
لما هو منوط بها.
فهي،إذن، الوحدة الإدارية
التي يحبذ تدخل المجتمع والأسرة للارتقاء بها، حتى يتم تحقيق تكامل أهدافها مع البيت،
وهي ذلك الكائن الذي لا يمكن عزله عن وسطه وبيئته، لأن المدرسة تؤثر وتتأثر ،وتعتبر
الآلية الأساسية لترسيخ ثقافة التقييم و التتبع والمحاسبة والمساءلة وتحمل
المسؤولية داخل المجتمع، فهي المنتج الأساسي لبذور المجتمع المختارة،كما إنها تمثل
الفضاء الملائم لتصوير النموذج المصغر لحياة اجتماعية نموذجية، وفق
ما خططت له التوجهات الكبرى للدولة، بواسطة مجموع الأنشطة المعرفية والقيمية
والمهاراتية، المكونة لشخصية الفرد وتغذية ثقافته وتنمية رصيده المعرفي والروحي، مع
الحرص على التقاء أهدافه مع أهداف الوطن وخلق التوازن المنشود بين متطلباته
ومتطلبات المجتمع الإنساني،وإنتاج وتوفير ما يشبع الحاجات الأساسية لأفراده، الذين
تتشكل ذات العنصر الواحد منهم وهويته من خلال اجتماعه بالآخرين، وتفاعله معهم، وتوثيق
صلاته ببيته الذي ساهم في تنمية معارفه وخبراته، وانطبع فيه بثقافة واتجاهات أبويه، ليتواصل توثيق الصلة بالأسرة التي ستساهم،بدون شك، في
الارتقاء بالمدرسة أداة مؤثرة وفعالة في توجيه الأبناء وتعليمهم،مع المحافظة على
الممارسات الثقافية والاجتماعية الأصلية وتطويرها بشكل يتلاءم مع النموذج
المجتمعي الذي تطمح الدولة إلى تكوينه وتطويره.
عماد بنحيون
0661045842
0 التعليقات:
إرسال تعليق