بشرى سارة للبنات المغربيات تزفها لكم حركة التوحيد والإصلاح، من خلال حملتها حول العفة، تحت شعار"عفتي سعادتي"، لذلك لا ترددن، وتسابقن على الحضور، فالحجز مسبق والمقاعد محدودة، وكما تخبركن جريدة التجديد، فالحملة تتضمن محاضرات ومسابقات ومعارض وأروقة وندوات ومفاجآت أخرى، الله وحده يعلم ماهي طبيعتها، وذلك لمزيد من التشويق.
لا يمكن أبدا لحركة التوحيد والإصلاح أن تكذب، وأنا أجزم لكن بذلك، شاركن معها في حملتها وأصخن السمع للداعية فاطمة النجار وتعففن وغطين شعوركن بالحجاب وستشعرن للتو بالسعادة وستفنجرن من شدة الضحك.
وللواتي لم يسمعن بعد بالخبر فالحملة ستنطلق ابتداء من 23 يناير وستستمر إلى غاية 23 فبراير، وهي مدة كافية للحصول على السعادة بثمن قليل، إنه موسم التخفيضات، اشترين السعادة بالعفة والحجاب، الكمية محدودة ومعرضة للنفاد، ولا أداء إلا بعد السقوط على الأرض من الفرح، وكما يقول الحمداوي فالنتيجة مضمونة وفعالة ومجربة، ومن لم تشعر بالسعادة فستحصل على تعويض ويمكنها أن ترد البضاعة، ولن تكون مضطرة إلى التصويت على العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة.
ستكتشفن ذلك بأنفسكن، إذ ستضع حركة التوحيد والإصلاح أمامكن نساء سافرات بشعور منسدلة ونساء عفيفات مرتديات الحجاب ومتغطيات من شحمات آذانهن إلى أخمص أقدامهن، كي تلاحظن الفرق بالملموس، وسترين الكاسيات العاريات حزينات تعيسات مغمومات متجهمات يذرفن الدموع ويبكين طول الوقت، بينما ستكون بنات عفتي سعادتي جذلات منشرحات يقفزن في الهواء وتطير معهن تلابيبهن، بسبب الوصفة السحرية التي ستقدمها لكم الحركة.
ولأنها تحترم كل الأذواق، فقد حرصت التوحيد والإصلاح على توفير السعادة لكن من جميع محلات البيع المعروفة، لكل فتاة تبحث عن السعادة بضاعتها وصرعة الحجاب التي تريد، ومن كل الألوان والأشكال.
لا تترددن إذن واشترين حجاب السعادة من "بيغديل" ومن لا تعجبها منكن هذه السلسلة، فهناك محلات تركية تبيع أغطية مزركشة ارتدتها حريم السلطان، ومصادق عليها من أردوغان، انبسطن إذن واضحكن، فالسعادة لا تقدر بمال، وثمنها قليل وأجرها كبير، وتأملن بعد ذلك زميلاتكن اللواتي رفضن السعادة، ولم يغطين رؤوسهن، كيف هن حزينات دائخات.
لا تفوتن الفرصة، لقد سبق لي أن استمعت إلى محاضرة للداعية فاطمة النجار بعنوان "فلينتظر الحب"، إنها لوحدها سعادة لا يمكن تخيلها، وستقول لكن إن الحب حرام وإن على البنات أن يرفضنه ويطردنه من قلوبهن حتى يشعرن بالسعادة، فالحب يمكنه أن ينتظر النساء إلى أن يبلغن الخمسين، ولو أصبحن عانسات، فيجب عليه أن ينتظر، المهم هو السعادة، والتي يمكن شراؤها من أي محل يبيع القماش، بينما الحب لا يباع، ولا يخلق إلا التعاسة للواقعات في أسره.
ولا تسألن عن أشياء إن تبد لكن تسؤكن، ولا تستغربن عن إهمال الحملة للشباب من الذكور، فهم في نظر التوحيد والإصلاح، عفيفون وسعداء بالضرورة، وإن أحبوا فتاة فهو ذنبها وهي التي ترفض السعادة لأنها لم تفهم أغنية فلينتظر الحب ولم تغط رأسها.
وفي ما يخص المفاجآت الأخرى التي وعدت بها هذه الحملة التي ستوزع إكسير السعادة، فقد توصلت، حسب معلوماتي الخاصة، إلى أن المفاجأة الكبرى هي حضور بنكيران الذي سيقدم عرضا ساخرا للبنات السعيدات، وسيرافقه عبد العزيز أفتاتي الذي سيحكي لهن كيف اختطف طائرة في الجو، بسبب قبلة في فيلم، وكيف أمرها بالنزول في أقرب مطار، كي ينعم الركاب بالسعادة وكي ينتظر الحب إلى أجل غير مسمى، فالحب رجل سيء وذميم ومتهور، وكم من حادثة سير وقعت في الحياة بسببه.
حميد زيد
كود
0 التعليقات:
إرسال تعليق