السبت، 2 يونيو 2012

اسبانيا تتحول الى "تيتانيك" تهدد اليورو بالانهيار وصندوق النقد الدولي يخطط ل 300 مليار يورو لإنقاذها

رسم يبرز كيف تحولت اسبانيا الى تيتانيك تهدد العملة الموحدة اليورو بالانهيار


 يتدهور الاقتصاد الإسباني بشكل سريع ومخيف يهدد استمرار العملة الموحدة اليورو بعدما أصبحت الأرقام تكشف عن واقع مالي مهول  من أبرز تجلياته سحب مائة مليار يورو خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية من السوق المالية الإسبانية والحديث عن استعداد صندوق النقد الدولي تخصيص 300 مليار يورو لإنقاذ اقتصاد هذا البلد. هذا الوضع جعل المراقبين يؤكدون أن اسبانيا تقترب من "التيتانيك".

وخلال الأسبوع الجاري بدأ المواطن الإسباني العادي يتفاجئ بمعطيات كان يعتبرها حتى الأمس القريب من باب الخيال وأبرزها حالة وضع بنك "بانيكا" الذي قالت الحكومة منذ أسبوع أنه يحتاج الى ملياري يورو لإنقاذه وفجأة تعود وتؤكد أنه يحتاج الى 19 مليار يورو دون أن تقدم الحكومة المحافظة بزعامة ماريانو راخوي أي تفسيرات مقنعة للرأي العام الوطني والدولي.

وكتبت الجريدة الاقتصادية الأمريكية والت ستريت جورنال أمس الخميس أن "الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي يحاولان تجنيب اسبانيا عملية إنقاذ والعمل على إنقاذ نفسها بنفسها، ولكن هذا يبدو صعب للغاية في الوقت الراهن بسبب صعوبة الحصول على القروض في السوق الدولية بسبب غياب الثقة في هذا البلد، فيوجد قسم في صندوق النقد الدولي يعمل على إعداد خطة ضخمة لإنقاذ الاقتصاد الإسباني ستتطلب 300 مليار يورو خلال الثلاث سنوات المقبلة". وستكون هذه الميزانية الأكبر من نوعها في تاريخ الاقتصاد العالمي لإنقاذ دولية معينة من الانهيار المالي.

ونفى صندوق النقد الدولي أي مخطط لإنقاذ اسبانيا في تصريحات غير رسمية اليوم الجمعة، إلا أن المحللين يتعاملون مع هذه التصريحات بمثابة تصريحات مسكنة لسوق المال في الأعمال حتى لا تزداد وضعية اسبانيا سوءا ويزداد تراجع اليورو. ومما أنعش هذه الفرضية هي الزيارة المفاجئة وغير المرتقبة التي قامت بها نائبة رئيس الحكومة سورايا سانتا ماريا الى صندوق النقد الدولي أمس الخميس والمباحثات التي أجرتها مع المدير العامة لهذا الصندوق كريستين لغارد. ونظرا للوضع المالي الخطير لإسبانيا، فكل تكذيب لا يؤخذ بعين الاعتبار لأن حكومة مدريد قامت بتكذيب الكثير من المعلومات التي اعتبرتها شائعات ليتضح أنها صحيحة لاحقا.

وعلاقة بالعملة الموحدة، كتبت منذ يومين جريدة والت ستريت جورنال أن اسبانيا مرشحة لمغادرة العملة الموحدة اليورو. وتعترف الحكومة الإسبانية بهذه الحقائق وإن كان بشكل ملتوي. في هذا الصدد، صرح وزير الاقتصاد لويس دي غيندوس ليلة أمس في منتدى اقتصادي في مدينة سيتج بإقليم كاتالونيا "مصير اليورو مرتبط بإسبانيا وإيطاليا خلال الأسابيع المقبلة". هذا الخبر تصدر اليوم كل الصحف الإسبانية مثل الباييس والموندو وآ بي سي والاقتصادية مثل سينكو دياس وإيكسبانسيون وإيكونوميستا. ويبرز الوزير أن جزء كبير من مستقبل اليورو يتوقف على خروج اسبانيا من الأزمة المالية الحالية.

ومما يزيد الوضع قتامة في هذا البلد الذي وصلت فيه البطالة الى مستوى يقارب 25%، هو  الانتقادات القوية التي وجهتها المفوضية الأوروبية الى  حكومة اسبانيا متهمة إياها بسوء تدبير الأزمة المالية في البلاد وخاصة حالة بنك "بانكيا".

ومع مرور الوقت، تتراجع ثقة المستثمرين الأجانب والمؤسسات المالية الدولية في اسبانيا والتي تجد صعوبة للحصول على قروض بمعدل فائدة مقبول، وهذا ما يجعل اسبانيا تقترب من مفهوم "التيتانيك"، أي السفينة التي غرقت سنة 1912 وأصبحت مثالا ومرجعا يحال عليه في الحالات الصعبة والخطيرة مثل حالة اسبانيا هذه.

 ألف بوست

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة