الجمعة، 13 أبريل 2012

كلنا يرجو الخشوع في الصلاة.. لكن كيف السبيل إليه؟


بألم وحسرة، يجد الكثير من المصلين أنفسهم يقفون بين يدي الله في الصلاة بدون خشوع، إذ ما أن يفتتح أحدهم الصلاة حتى تتسابق صور ومشاهد لأحداث يومية إلى ذاكرته فتبعده عن التركيز فيما هو فيه من صلاة وواجب التقرب إلى الله عز وجل، تتزاحم الأحداث والهموم والقضايا فتفرض نفسها بقوة الوجود وتلهي المرء عما هو فيه من ذكر الله وهو بين يديه.

الصلاة شكلا
الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله... دخل وقت الصلاة. الله أكبر.. الحمد لله رب العالمين.. تذكرت ساعتي اليدوية الضائعة، لقد نسيتها في مكتبي بالعمل.. سمع الله لمن حمده... كيف أحل المشكل الذي نغص علاقتي بأخي؟ ... الله أكبر... لا، لن أسامحه على ما فعل حتى يعتذر مني... سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى... لقد تأخر ابني في العودة من زيارة صديقه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله.
انتهت الصلاة شكلا. ففيها جميع حركاتها وقرائتها وأذكارها. هيكلها حاضر، لكن بدون روح.كانت تجمع بين صلاة المفروض أنه وسيلة للوقوف بين يدي الله و التقرب منه، وبين التفكير في انشغالات دنيوية لم يستطع صاحبها أن يقاومها. سيطرت عليه لدرجة أنه يؤدي حركات الصلاة كما تعود، لكن ذهنه مشغول بأمور أخرى.
هذه الصورة تعكس حال الكثير من المصلين الذين لا يستطيعون تحقيق الخشوع في الصلاة. وكثيرون يسألون «كيف أحقق الخشوع في صلاتي وكيف أمنع الخواطر الدنيوية من الاستيلاء على تفكيري؟»، وكثيرون يجتهدون بعدة طرق في معالجة الظاهرة.
الله يراني
«لمياء» طالبة جامعية، تعاني من ضعف خشوعها في الصلاة، وتشرح ذلك بالقول «أحيانا وأنا في الصلاة أسأل نفسي هل أنا في الركعة الثانية أو الرابعة، فأضطر للتوقف عن الصلاة ثم إعادتها مرة أخرى فيتكرر عندي نفس الشيء، أنهي صلاتي دون أن أتذكر السور القرآنية التي صليت بها»، ولإضفاء الخشوع على صلاتها حاولت «لمياء» بعدة طرق منها «أحيانا وأنا في الصلاة أقول إن الله يراني أكررها عدة مرات قبل وأثناء الصلاة لأستحضر عظمة الله ولأحفز نفسي على التركيز والخشوع، وأحيان أخرى أعيد الصلاة عدة مرات أو أغير المكان الذي أصلي فيه».
«هيثم» موظف في القطاع الخاص في العقد الثالث من عمره، يتقاسم هذه المعاناة مع «لمياء» فهو كما يقول يعيش في صراع كل صلاة، بين الخواطر التي تهاجمه وبين رغبته في الخشوع في صلاته والتأمل فيما يقرأه من آيات قرآنية، يشرح هيثم حالته فيقول «عندما أصلي أفكر في أشياء أخرى تبعدني عن الخشوع، أحاول أن أنساها وأركز في صلاتي فأجدني أحيانا أفشل وأحيان أخرى أنجح».
خديجة ربة بيت تقول؛ إنها في انشغال يومي بأمور البيت والأولاد وحتى الصلاة تؤديها كعادة يومية دون أن يكون ذهنها حاضرا وصافيا، وتضيف «لا أتعمد ذلك لكني لا أستطيع مهما حاولت».
القاسم المشترك بين من التقتهم «التجديد» سواء الذين عرضنا شهادتهم أو لم نعرضها أنهم يحاولون الوصول إلى مستوى التركيز خلال مراحل الصلاة بمختلف الوسائل، كما أنهم يدركون حقيقة وضعهم ويأسفون عليه ويبحثون عن وسائل عملية تحقق لهم التغيير المنشود.

سناء القويطي / التجديد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة