الأحد، 8 أبريل 2012

طالبة تفقد البصر داخل مختبر كلية بمراكش


فقدت نعيمة باسلام، الطالبة في السنة أولى بسلك «ماستر» بكلية العلوم والتقنيات بمراكش، الإبصار بعينها اليمنى إثر حادث في مختبر الكلية أثناء قيامها بتجربة كيميائية، حسب ما أكدته في اتصال هاتفي أجرته معها «الصباح»، مضيفة أن عينها اليسرى مهددة بالمصير نفسه إذا لم تخضع إلى عملية جراحية عاجلة. واهتزت

المؤسسة الجامعية نفسها باحتجاجات الطلبة المتضامنين مع زميلتهم، بعد تأكيد مسؤولي جامعة القاضي عياض عدم وجود تأمين على حوادث الأشغال التطبيقية، ما يشكل فضيحة بكل المقاييس، كما هدد زملاؤها بمقاطعة الامتحانات ودعوا طلبة باقي الكليات والجامعات إلى التضامن مع نعيمة، وفتح ملف غياب التأمين على حوادث الأشغال التطبيقية بالكليات. وقالت الضحية إن عينها اليمنى أصيبت بالتهاب حاد أثناء قيامها بتجربة كيميائية داخل مختبر الكلية، كما أصيب طلبة آخرون حضروا العملية نفسها بأعراض جلدية وحساسية شديدة دون أن تتدخل الإدارة لتقديم أي إسعافات لهم أو عرضهم على طبيب مختص، خاصة أنهم يجهلون نوع الغاز الذي أفرزته العملية الكيميائية، مضيفة أن إهمال الحادث، الذي وقع في يناير الماضي، وعدم الوقوف عند أسبابه ونتائجه، أدى إلى تطور حالتها وفقدان عينها، مضيفة أنها قضت حوالي أسبوع في المستشفى الجامعي ابن طفيل بمراكش دون نتيجة، إذ تتطلب حالتها عملية جراحية عاجلة. من جهته، أكد عميد الكلية، أبو صالح، في اتصال هاتفي أجراه مع «الصباح»، أن إدارة المؤسسة ورئاسة الجامعة ساندتا الطالبة بعرضها على بروفيسور بالمستشفى الجامعي، واستفادت من علاج وأدوية بالمجان، كما تحملت إدارة المؤسسة باقي نفقات العلاج، و«نتوفر على وثائق تثبت ذلك وتحمل توقيعها الشخصي، كما أننا لن نتخلى عنها، بل نعمل بنصيحة البروفيسور المعالج الذي أكد حاجتها إلى عملية جراحية، لكن هناك عائقا صحيا تعانيه يؤخر ذلك». وأرجع عميد الكلية إصابة الطالبة بالعمى إلى مرض تعانيه منذ 2007، وأن الكلية على اتصال بطبيبها المعالج، «ورغم ذلك لم نتخل عنها، بل نعتبرها بمثابة ابنتنا، لذلك نساندها، أما قصة الحادث فنتوفر على تقرير الأستاذ المشرف على العملية الكيميائية، والذي يشير إلى أنه بالفعل أفرزت عملية كيميائية غازا أصاب بعض الطلبة بحساسية بسيطة، ولم يشتك أحد منهم أي أعراض بمن فيهم نعيمة التي زارت مكتبي بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ العملية الكيميائية، وأكدت أنها أصيبت بالمرض نتيجة الحادث، لكن تبين في ما بعد أن لا علاقة لهذا الغاز بتدهور حالتها البصرية، ويمكننا إثبات ذلك عبر تقارير طبية». ولم تنف نعيمة باسلام، في اتصال هاتفي ثان، أجرته معها «الصباح»، مسيرتها العلاجية لدى طبيب عيون منذ 2007، «إلا أن حالتي كانت مستقرة، بل كنت أتمتع بنظر جيد، وأتابع علاجي بانتظام، ولولا الحادث داخل المختبر ما كنت سأصاب بالعمى، إذ كانت عيني بصحة جيدة، قبل الحادث»، مضيفة أنها استفادت بالفعل من الأدوية والعلاج، «الأطباء بالمركز الاستشفائي ساعدوني، وقدموا لي أدوية يصل ثمنها إلى 3 آلاف درهم، لكن لا علاقة لذلك بالحادث، وغياب تأمين عن الحوادث التي قد تسجل بمختبرات الكلية، كما أن عيني كانت ستظل على حالها لولا هذا الغاز». وأحدث زملاء نعيمة صفحة على الموقع الاجتماعي «فيسبوك» لدعوة المغاربة إلى التضامن معها، وخلق نقاش حول غياب التأمين لدى طلبة الجامعات، وفي هذا الصدد قال عميد كلية العلوم والتقنيات بمراكش، «لا يمكننا إنكار أنه لا وجود لأي تأمين لطلبتنا، لكن هذا يرجع إلى أنهم يرفضون عند التسجيل أداء أي قسط، بمبرر مجانية التعليم، وبدورنا لا يمكننا أداء أقساط التأمين عن الطلبة، في حين أننا نواجه مشاكل عندما تلح علينا الشركات المستقبلة للمتدربين من طلبتنا بضرورة تسجيلهم في نظام تأمين، لذلك لا يستفيد من التأمين إلا المتدربون، وخلال فترات تدريبهم فقط».

ضحى زين الدين/ الصباح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة