السبت، 12 نوفمبر 2011

سهى عرفات تفتح قلبها لدنيا الوطن ..الشيخ التميمي قال لي لحظة وفاة ابوعمار:"لاتبكي..هذه ابتسامة الجنة".. وابوعمار خشي ان تسبب له ابنته زهوة ازمة دبلوما

سهى عرفات تفتح قلبها لدنيا الوطن ..الشيخ التميمي قال لي لحظة وفاة ابوعمار:"لاتبكي..هذه ابتسامة الجنة".. وابوعمار خشي ان تسبب له ابنته زهوة ازمة دبلوماسية مع الرئيس الامريكي كلينتون

تاريخ النشر : 2011-11-11
مالطا - دنيا الوطن
سهى عرفات..زوجة الرئيس الراحل ابو عمار لطالما كانت مثيرة للجدل .. تعرضت لبعض من الأقاويل والشائعات ولكثير من حملات التشويه..أرملة عرفات أكدت أن هذه الحملات كان هدفها تشويه صورة عرفات وكانت عائلته هي الحلقة الأضعف التي دفعت فاتورة النضال..السيدة الأولى أكدت أيضا أنها لم تتعامل يوما من موقع السيدة الاولى لأن السيدة الاولى في فلسطين هي سيدة الخيمة..وأم الشهيد وأخت الأسير..
"أم زهوة" فتحت قلبها لدنيا الوطن من مكان اقامتها حاليا في مالطا ..فبكت وضحكت وتذكرت عرفات الأب والزوج والقائد في حوار نادر..
*في زحام المسئوليات الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق الرئيس ابو عمار .. كانت تفتقر حياته الى الخصوصية واللحظات العائلية كيف حاولت التكيف مع غياب ابو عمار وانشغاله المستمر ؟
أبو عمار قبل زواجنا كان يردد دائماً انه متزوج من القضية الفلسطينية ولكن حتى بعد زواجنا ظلّ متزوجاً من القضية .
الموضوع لم يكن غريب او جديد علي كوني منحدرة من عائلة مناضلة وعشت تحت الاحتلال ووالدتي تعرضت للسجن والاقامة الجبرية عدة مرات , وكنا نخرج بالمظاهرات واستشهد الكثير من رفاقنا وزملائنا , وانا وزهوة رغم صغر سنها كنا نتفهم هذا الغياب وتكيفنا معه وكانت ابتسامة واحدة دافئة من ابو عمار تعوضنا عما نفتقده وبتواجدنا معه على الافطار صباح كل يوم كان يعوض زهرة عن غيابه ولطالما كانت تنتظره ليلاً حتى يعود وتؤدي له التحية العسكرية قبل النوم .زهوة كانت دائما وهي صغيرة كلما رأت والدها تشير له "باي باي " لعلمها انه سيخرج , سواء كان سيخرج أم لا !!




*رغم الكثير من الاقاويل التي تعرضت لها الا ان سهى عرفات لم تعش حياة الرفاهية والفخامة التي عاشتها زوجات الرؤساء العرب, كيف كنت تنظرين لمثل هذه الأمور ؟

لقد كنت اتهم دائما بالرفاهية وحياة البذخ ولقد تعرضت لحملة شرسة لتشويه صورتي .. عائلة ياسر عرفات كانت دائما هي الحلقة الاضعف التي كانوا يحاولون تشويه صورة ابو عمار من خلالها اثناء الانتفاضة , لقد كانت حملة طويلة وممنهجة , ابو عمار كان يقود الانتفاضة ولن يرمي بالزهور لذا حاولوا تشويه صورة عائلته , ولقد دفعت ثمن وفائي للقضية الفلسطينية ولرفضي المستمر للتطبيع مع اسرائيل فقد كنت ارفض الذهاب لكل المناسبات التي كانوا يدعوني اليها الاسرائيليين , وعندما التقتني زوجة رابين كنت اتحدث لها بلهجة شديدة عن السجينات الفلسطينيات لدى اسرائيل , وكنت اقف الى جانب كل الاطياف الشعب الفلسطيني وفصائله , كنت اقف بجانب حماس والجهاد ولم اتعالى على احد ولم اعتبر نفسي يوما السيدة الاولى , لأن السيدة الاولى في فلسطين هي سيدة المخيم وام الشهيد واخت الاسير , لقد عانينا طويلا ً من حملات التشويه وعندما كنت ازور زوجات الرؤساء وارى حياتهم كنت احترم خياراتهم واسلوب حياتهم لكن انا لم يراني احد في اي دار ازياء بل كنت اظهر على الدوام باللباس التقليدي الفلسطيني وكنت فخورة به وبهويتنا.


*كيف تصفين اللحظات الاخيرة لك مع ابو عمار في المستشفى قبل وفاته؟

لقد اخبرني الاطباء أن عليك تنشيط ذاكرة ابو عمار ومساعدته على استعادة وعيه بترديد احب واكره الاشياء لديه على مسامعه،أكثر شيء كان يحبه هو القرآن الكريم واكثر شيء كان يكرهه هو شارون ، فأرسلت احد الشباب لإحضار شريط كاسيت بصوت المقرئ عبد الباسط عبد الصمد وقمت بتشغيل الصوت بجانب رأس ابو عمار بصوت مرتفع وكان الصوت يملأ ارجاء غرفة العناية المركزة وكان بها بعض الضباط الفرنسيين كونه مستشفى عسكري وكنت اجلس بجانبه لاخر لحظة واخاطبه اقول له"يجب ان تنهض وتواجه شارون"..وفي هذه اللحظات كانت الصحف والفضائيات تتحدث عن ان زوجة عرفات تتفاوض على أمواله في المستشفى ، لقد تعرضت لظلم كبير،ولقد قال لي الاطباء بالمستشفى "نحن لم نشعر بالظلم في حياتنا مثل الظلم الذي نشعر به في هذه اللحظة"لقد كنت اجلس بجانب شهيد ومع ذلك لاخر لحظة كنا نحاول إنقاذ حياته بأقل مايمكن.


*كيف عشت لحظات استشهاد ابو عمار؟

ليلة استشهاده الساعة الرابعة فجرا غفوت لدقائق قليلة قبل ان يأتي د.رمزي خوري لمناداتي وتوجهنا الى غرفة العناية المركزية التي يرقد فيها ابوعمار وكان برفقتنا قاضي القضاة الشيخ د.تيسير التميمي ووقفنا نقرأ لأبوعمار اواخر سورة البقرة وان الشيخ التميمي ينظر الي باستغراب كيف احفظ كل هذه الايات القرآنية رغم ااني كنت مسيحية قبل اسلامي، وحين صعدت الروح الى بارئها كان ابو عمار يبتسم ابتسامة لم اراها في حياتي فسألت الشيخ التميمي وانا مندهشة فقال لي :"هذه ابتسامة الجنة..لا تبكي هذه ابتسامة الملائكة".


*هل تحتفظين بشيء من ذكرى عرفات عزيز على قلبك كثيرا؟

أكثر شيء عزيز علي من ذكرى ابو عمار بعض المسابح التي كان يسبح بها ،وكان برقبته عقد فيه نجمة بيت لحم والقرآن الكريم،وتذكار اعطاه اياه الجنرال الفرنسي ديغول والاشياء التي كانت معه في المستشفى.

*ماذا لو كان ابوعمار على قيد الحياة؟

في البداية اقول كان الله في عون الرئيس ابو مازن على كل مايواجهه من اعباء ثقيلة ..ولو كان ابوعمار على قيد الحياة لما حدث الانقسام الفلسطيني الذي هو فضيحة دولية.
ابو مازن يتبع كل خطوات ابو عمار بالحفاظ على الثوابت وخاصة في اخر خطوات قام باتخاذها بالتقدم بطلب العضوية في الامم المتحدة والحصول على العضوية الكاملة في اليونيسكو ، وهو بذلك ما قال في احدى تصريحاته الاخيرة"أنا عرفاتي"،إلا أنه لو كان ابوعمار على قيد الحياة لما حدث هذا الانقسام لأن شخصيته الكاريزماتية كانت تجمع جميع اطياف الشعب الفلسطيني، وكان معارضي ابوعمار يرددون دائما انهم يختلفون مع ابوعمار ولا يختلفون عليه.

*كيف كان ينظر ابوعمار الى مستقبل ابنته زهوة؟ وكيف كان يرى يوم زواجها كأب ؟

ابوعمار لم يكن لديه وقت للكلام عن مستقبل زهوة ،ولقد عشنا سنوات طويلة بعيدين عنه لأنه اجبرنا على الخروج من الاراضي الفلسطينية،فبعد قصف منزلنا في غزة طلب منا مغادرة فلسطين ورفض ان نذهب للعيش معه في رام الله كي لا يقال انه يحتمي بامرأة وطفلة.


*بعد زواجك من ابوعمار وقبل الانتقال الى ارض الوطن قلت ان اهتمامك سينصب على العمل الانساني..كيف كانت التجربة في العمل على ارض الواقع؟

لقد أسست مؤسسة فلسطين المستقبل ومركز الدم لفحص الامراض الوراثية وقد عملت طويلا ومعي اخوة واخوات اخرين لم يدخروا جهدا لانجاح المشروع فلم اكن لوحدي وبفضل الله وجهودنا المستمرة اصبحت غزة خالية من امراض الدم الوراثية،وبدأت العمل مع ابوعمار من اجل سن قانون لايحتم على المرأة أخذ موافقة زوجها للحصول على جواز سفر،وكذلك اعطاء الحضانة للام حتى 14 سنة،لقد كان بابي دائما مفتوحا لجميع اطياف الشعب الفلسطيني وكنت احاول مساعدة الجميع بقدر المستطاع فكنت احاول التدخل كثيرا عند ابوعمار لإخراج بعض المعتقلين السياسيين وكنت انجح احيانا حتى ان ابوعمار انزعج مرة وقال لي انني اتدخل كثيرا في عمله فقلت له ان هذا واجبي ولا استطيع ان لا اتدخل ولا يمكن ان اعزل نفسي عن هموم الناس ومشاكلهم فكان ابو عمار الثوري يقول لي دائما "هدي..هدي" لأنني دائما كنت اقول الحقيقة ولا اخشى احدا ولهذا واجهت الكثير من المشاكل.


لم اتعالى يوما على احد حتى ان ابنتي زهوة كان لها اصدقاء كثر في المدرسة من مختلف المناطق و المخيمات وكنا نحتفل بأعياد ميلادها على سطح المنزل برفقة اصدقاء لها من مخيم الشاطئ.


كما كنت اول من فكر في تشكيل الشرطة النسائية واعجب ابوعمار بالفكرة ووافق عليها واذكر اننا ذهبنا حينها لخياط تونسي صمم اول ملابس للشرطة النسائية للاخت فاطمة البرناوي.



*بعد رحيل ابوعمار بقيت وحيدة تتولين مسؤولية تربية زهوة ابنتك الوحيدة وتواجهين ضغوط الحياة بمفردك..كيف تواجهين ذلك؟ولمن تلجأين دائما؟
ألجأ للقرآن..وهذا ماعلمني اياه ابوعمار كان دائما عندما يشعر بالضيق يلجأ لسورة يس ،وعلمني كيف أؤدي صلاة الاستخارة،فأنا وابنتي نواجه موج عال لأننا نحمل بكل فخر اسم ياسر عرفات وسنبقى نواجه دون تعب.


*إلى أين وصلت قضية مذكرة التوقيف التونسية ضدك؟

مذكرة التوقيف غير صحيحة ولا أساس لها،لقد كان هناك مشروع مدرسة بيني وبين ليلى الطرابلسي وانسحبت منه عندما أرادت هي أن تغلق مدرسة أخرى من أجل مدرستها وهذا هو أصل الحكاية،لقد تعرضت لظلم كبير من عائلة بن علي بعد وفاة ابوعمار،لقد"تشاطروا على أرملة وطفلتها ، وطردوني وقاموا برمي اغراض ابوعمار في الشارع".

*من بين الشخصيات السياسية الفلسطينية من يقوم بالسؤال عن عائلة عرفات؟

لا أريد أن أجامل أحد،السؤال عن عائلة عرفات لم يعد كما كان في حياة الرئيس ابو عمار،وهذه هي طبيعة الحياة والناس عندما تذهب منك السلطة ينصرف الجميع من حولك ويبقى فقط الاصدقاء الحقيقيون،نحن لا نلقى اهتماما سوى من الرئيس ابو مازن ، ام جهاد تتصل احيانا وتقوم بالسؤال عنا ،كذلك عزام الاحمد وعباس زكي والدكتور رمزي خوري أيضا من اكثر الاشخاص وقوفا الى جانبنا ، لكن باقي الشخصيات السياسية والمسؤولين الفلسطينيين لا أحد.


*هل قال لك ابو عمار كلمة ما قبل وفاته جعلتك تشعرين ان النهاية اقتربت؟

ابوعمار اول 3 ايام له في المستشفى قبل الدخول في الغيبوبة كان يتحدث كثيرا عن القدس وحياته وذكرياته فيها وكيف كان يذهب مع شقيقه الدكتور فتحي برفقة خالهم الى باب العامود فشعرت حينها انها صحوة الموت ، وكان يقول لي انت "مريمية" لأانني كنت نصرانية قبل ان اسلم ويقرأ الي دائما الاية"
وكنت انا دائما احاول تنشيط ذاكرته بأن اطلب منه أن يقرأ لي السور التي يحفظها من القرآن.

*عندما كان يشعر ابو عمار بالاحباط او الفشل لمن كان يلجأ؟

أبوعمار لم يشعر بالاحباط والفشل في حياته ، كان دائما يردد"انا عايش زيادة"،كان إيمانه بربه قوي جدا ..كنت أشعر أن كل همه هو المسجد الأقصى كان يقول لي"اذا كان المسلم الباكستاني او الاندونيسي او الماليزي غير قادر على المجيء للصلاة في المسجد الاقصى ، والمسيحي السوري او اللبناني غير قادر على الصلاة في كنيسة القيامة في القدس ..هذه مسؤليتي"كان يعتبر القدس مسؤوليته أمام التاريخ.


*كيف كنت تتعاملين معه في حالات غضبه؟

كنت التزم بالصمت..احيانا احضر له زهوة لمدة 3 او 5 دقائق فتتحسن نفسيته قليلا،وعندما يكون في المكتب وهو في هذه الحالة ارسل له زهوة هناك ، وفي احدى المرات كان ابوعمار متضايق جدا وأرسلت له زهوة فمنعها المرافقون من الدخول على ابوعمار لأنه كان غاضب جدا ففتحت الباب لوحدها وقامت بالدخول رغما عنهم وكان يجلس عنده بعض الصحفيين فقام ابوعمار واحتضنها وابتسم وقام الجميع بالتقاط الصور لهما.



*هل كنت تشعرين بالغيرة من عمل ابوعمار مع السيدات؟

كان هناك غيرة من الطرفين،فرغم انشغاله المستمر إلا أن حياتنا الزوجية كانت سعيدة وموفقة جدا والحمدلله،وعندما كنت أغار كان يضحك علي ويقول لي "مش بيقولوا الشرع محلل اربعة؟"


*هل تذكرين موقف طريف ونادر من حياة الشهيد ابوعمار؟

ايام زيارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون انتشرت قبلها فضيحة كلينتون مع مونيكا لوينسكي على التلفزيونات،وكان يأتي بعض الاصدقاء ويقوموا بتحريض زهوة ممازحين بأن قولي لكلينتون كذا وكذا واسأليه عن مونيكا وكانت حينها طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات ، فكان ابو عمار يقول لي "خلي بالك البت دي تفضحنا بلاش تعملنا ازمة دبلوماسية دي بت قوية".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة