الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

'أمير المؤمنين' حمادي الجبالي يتراجع تحت ضغط الشارع التونسي

نوفل زعتور: في كل مرة يسقط القناع لتسفر حركة النهضة عن وجهها السلفي، وتحت ضغط الشارع ترفع قناعها من جديد لتغطي الحقيقة।
تونس - بعد أن كشف النقاب عن الخطاب السلفي لحركة النهضة وزج الشارع السياسي في جدل مثير لم يجد حمادي الجبالي الأمين العام للحركة ومرشحها لرئاسة الحكومة من مخرج سوى التراجع إلى الوراء بالتأكيد على أنه ليس من دعاة "دولة الخلافة" وإنما هو من دعاة "النظام الجمهوري الديمقراطي".

وقال الجبالي في بيان تلقى "ميدل ايست اونلاين" نسخة منه أن "التعليقات الصادرة حول استخدامه في خطاب له يوم الأحد الماضي خلال اجتماع عام بسوسة مصطلح "الخلافة الراشدة" استندت إلى عملية "اختزال" لنص الخطاب بحذف جملة منه "وإخراجها من سياقها وتحميلها غير المعنى الذي قصده مما احدث لبسا حول مدلولات هذه الجملة".

وكان الجبالي دعا انصار حركة النهضة إلى بناء دولة الخلافة الراشدة وتوجه إليهم قائلا "يا إخواني أنتم ألان أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة ان شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة ان شاء الله، مسؤولية كبيرة أمامنا والشعب قدم لنا ثقته ليس لنحكم لكن أعطانا ثقته لنخدمه، إياكم وعقلية الحاكم، أنتم تحمون هذا الشعب إن شاء الله".

وقد أثار خطاب الجبالي ضجة في الأوساط السياسية ونشر في صفوفها سخطا واستهجانا في مرحلة تجري فيها المشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتستعد فيها تونس لصياغة دستور وضعي لبناء دولة مواطنة مدنية لا دينية.

ولتطويق الجدل السياسي قال الجبالي في بيانه أن خيار حركة "النهضة" في الحكم السياسي هو "خيار النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة تحترم الحريات والحقوق والتداول السلمي على السلطة" مبينا أن ذلك ما ستعمل الحركة على تكريسه "كخيار لا رجعة فيه في الدستور القادم استجابة لمبادئ الثورة وتطلعات الشعب التونسي نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي ومدني".

لكن المحللين السياسيين لم يقنعهم "البيان التوضيحي" للجبالي وأكدوا أن "حركة النهضة بدأت تكشر عن أنيابها لتنشر خطابا دينيا سيعيد تونس إلى القرون الوسطى وسينسف جهود أجيال من التيارات الوطنية والديمقراطية التي ناضلت من أجل دولة مدنية.

وقال المحلل السياسي والنشط في حزب العمال الشيوعي التونسي نوفل زعتور "إن المتابع لخطاب حركة النهضة يبدو له المشهد واضحا، في كل مرة يسقط القناع لتسفر الحركة عن وجهها السلفي وتحت ضغط الشارع السياسي ترفع قناعها من جديد لتغطي الحقيقة، والحقيقة أن النهضة حركة سلفية شأنها في ذلك شأن كل الحركات السلفية الأخرى".

وتابع "لقد أكدت تصريحات الجبالي أن النهضة تستعمل النقاب كلما تحدثت إلى المجتمع التونسي وعلى القنوات التلفزية، لكنها تنزع ذلك النقاب إذا كان خطابها موجها لأنصارها" مضيفا "إننا أمام مشهد مسرحي مثير ولكنه خطير على مستقبل البلاد خاصة وأن الجبالي سيتولى رئاسة الحكومة".

وبرأي مراقبين فإن حركة النهضة بعد أن حققت فوزا خلال انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الثاني صعدت من خطابها الديني وهي تحاول في كل مرة بإرسال "رسائل دينية" لاختبار ردة المواطنين و مدى تجاوبهم مع الخطاب السلفي الذي يشحن المشاعر الدينية.

ويضيف المراقبون أن "ما يشجع النهضة على انتهاج هذا "الدهاء السياسي" هو أنها متأكدة من ضعف وتشرذم القوى الوطنية والحداثية لذلك فهي باتت على اقتناع بأنها الفاعل السياسي الأول في البلاد"।

ميدل ايست أونلاين


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة